نبات الخردل - חרדל - Mustard
الاسم العلمي: SINAPIS العائلة الصليبية
المقدمة:
أثار انتباهي، الحجاج المسيحيون من مختلف أقطار العالم وهم يتهافتون على شراء بذور نبات الخردل التي تباع بأكياس صغيرة في أماكن البيع للحجاج في منطقة "بحر الجليل" - يأخذونها لبلادهم البعيدة،هدايا وللاستعمال الشخصي كونها ذكرت في الإنجيل المقدس.
نبات الخردل في الإنجيل المقدس:
مثل حبة الخردل (ذكرت في الاناجيل - متى 13، مرقس 4، لوقا 13): " مَثَلُ ملكوتِ السماواتِ كَمَثلِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ أَخذَها رَجُلٌ فزَرَعَها في حقلِهِ. هيَ أَصغَرُ البُذورِ كُلِّها , فإذا نَمَتْ كانتْ أَكبرَ البُقولِ , بل صارتْ شجرةً حتى إِنَّ طيورَ السماءِ تأْتي فتُعشِّشُ في أَغصانِها . (متى 13 /31-32)"
إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أنَّ مشاريع الله تشبهُ حبَّة الخردل. فهي لا تبدأ عادةً كبيرةً مُبهرة , بل بالحريِّ صغيرةً متواضعة, يكاد الناس لا يرونها. ثم تصبح رويداً رويداً كبيرةً لأنَّ الله يُعنى بها ويسيِّرها وينميها ويمنحها القوَّة والازدهار.
فاعلية الإيمان: (متى 17/ 15-20)
"يَا سَيِّدُ، ارْحَمِ ابْني فَإِنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيدًا، وَيَقَعُ كَثِيرًا فِي النَّارِ وَكَثِيرًا فِي الْمَاءِ. وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ"
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: "أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، الْمُلْتَوِي، إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ ههُنَا فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ، فَخَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ الْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ."
ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا: "لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟ "
فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ !"
انتشار الخردل:
ينتشر الخردل البري في غالبية مناطق بلادنا ومن ضمنها منطقة طبريا، نجده في الحقول وفي الأرض البور وعلى جوانب الطرقات. يعتقد أن موطنه الأصلي في أوروبا والمناطق المتاخمة من أسيا في حوض البحر الأبيض المتوسط ومنها انتشر إلى باقي أقطار العالم .
الخردل البري في أرض بور
وصف نبات الخردل :
نبات عشبي حولي، يصل ارتفاع سيقانه ما يقارب 100 سم، أوراقه كبيرة بسيطة متبادلة ، يزهر في نهاية فصل الشتاء وأوائل فصل الربيع، الأزهار صفراء اللون (لكل زهرة أربع أوراق تويج ، تظهر على شكل صليب ومن هنا جاء اسم العائلة ) ، توجد الأزهار على هيئة عناقيد أما الثمار فهي اسطوانية وقرنية الشكل حيث توجد على هيئة قرون رفيعة ذات لون اصفر بني، تحتوي بذوراً كروية الشكل صغيرة الحجم.
وتحتوي بذور الخردل على مواد ذات طعم ورائحة حارقة مما يجعل العيون تدمع(لا توجد أي علاقة بين غاز الخردل (الذي استعمل في الحرب العالمية الثانية ) وبين نبات الخردل وقد يكون سبب التسمية (غاز الخردل) يعود لرائحة الخردل اللاذعة). وتحتوي بذور الخردل الهندي علي 35 % من الزيت الصالح للاستعمال في الطهي كبديل لزيت الزيتون ، أما بذور الخردل الأسود فتحتوي علي 28 % زيتا ، يستعمل زيت الخردل في صناعة الأدوية والصابون ، وتحتوي بذور الخردل الأبيض علي 30 % زيتا .
زراعة الخردل وتصنيعه:
يزرع علي نطاق واسع في أوروبا وفي الولايات المتحدة. يزرع الخردل الأبيض لأجل أوراقه التي تستعمل وهي صغيرة في السلطة، وتطهي كالخضار ،إلا انه يزرع غالبا لأجل بذوره ، كما يزرع أيضا كمحصول علف وكسماد اخضر . ويزرع الخردل الهندي لأجل بذوره التي تستعمل في صناعة الخردل (المستردة) ، وزيت الخردل للطعام ، وبعض الأدوية . أما الخردل الأسود فيزرع في آسيا من أجل بذوره التي تستخدم في صناعة الخردل ، كما تستعمل أوراقه الصغيرة أيضا في السلطة.
تصنع "المستردة" التجارية بطحن بذور الخردل الأبيض والخردل الأسود معا بعد خلطهما بالنشا ، حيث يعطي الخردل الأبيض الطعم الحار ، ويعطي الخردل الأسود الطعم الحريف . ويمكن استعمال الخردل الهندي محل الخردل الأسود .
لمحة تاريخية عن الخردل:
ذكر الخردل، كثيراً في الكتابات القديمة عند الفراعنة كما وورد اسمه في الإنجيل المقدس وفي القرآن الكريم وعند الإغريق والرومان.
يحكى بأن داريوس الثالث ( آخر ملوك فارس الأخمينيين 380- 330 ق.م) أرسل إلى الاسكندر المقدوني (الاسكندر الكبير 356- 323 ق.م) كيساً مليئاً ببذور السمسم مشيراً بذلك للعدد الهائل لجيوش الفرس. فأرسل الاسكندر إلى داريوس حفنة من بذور الخردل مشيراً بذلك لعدد جنوده وشدتهم، في الوقت نفسه مشيراً أن العبرة ليست في الكم بل في الكيف.
عرف استعمال الخردل منذ الأزمنة القديمة، فكان يثير الشهية ويستعمل كدواء، كتب الفراعنة على ورق البردي أن أكله مسهل للأمعاء واستعماله الخارجي علاج لأوجاع العضلات والمفاصل، أما في القرون الوسطي حتى القرن التاسع عشر، حلّت الصناعات الصغيرة مكان الصناعة ألبيتيه للخردل، وفي فرنسا طّورت جمعية صانعي الخردل الوصفات المتبعة في صناعة الخردل، فتأكدت من تطبيق العادات الصحية الملائمة، وتحكمت في السوق وغرمت المخالفين.
في القرن التاسع عشر روّج الإنجليزي جيريما كولمن، مسحوق الخردل الذي كان يمزج بالماء وقت الطعام. وبمرور الزمن حلّ إنتاج المصانع محل الصناعة الصغيرة مما زاد الإنتاج بشكل هائل.
الخردل طبياً:
توجد في الخردل مادة السنيجرين التي تحتوي على الكبريت مما يؤثر سلبياً على الغدة الدرقية عند الإفراط في تناول الخردل.
يستخدم الخردل أو ما يسمى بالمستردة على نطاق واسع فهو ينبه المعدة حيث يضاف مع الأطعمة كأحد التوابل المشهورة وهو من أفضل المواد لفتح الشهية ومنبه للقلب ويدخل الخردل في عمل الملصقات الجلدية الوضعية لعلاج الروماتزم المفصلي.
يفيد الخردل من الناحية الوقائية للشلل المخي وانفجار شرايين الدماغ وتصلب شرايين المخ وضغط الدم كما أن تناول حبتين فقط من بذور الخردل قبل الطعام تساعد في طرد غازات المعدة والأمعاء ويفيد الخردل مرضى القلب وتصلب الشرايين.