Wednesday, September 24, 2014

شجرة النخيل

شجرة النخيل
بقلم: سهيل مخول

المقدمة:
الاسم العلمي للنخيل   phenix dactylifera اسم العائلة   palmaceae
 انتشر النخيل من العراق شمالا الى سوريا، اهتم الفينيقيون بزراعة نخيل البلح ويعتقد بأنهم هم أول من نشر زراعته الى  جنوب البحر المتوسط  وقد يكون مصدر الاسم العلمي(phenix)   نسبة لهم.
 عُرفت شجرة النخيل في تدمر وبلاد الشام ، قبل الميلاد بعدة عقود من الزمن واعتبرت شجرة مقدسة ، يؤكد أهميتها في تدمر آنذاك الاسم المميز لها إذ أن كلمة تدمر هي تحريف الكلمة  (تاد - مور) أي بلد النخيل وإلى نفس الشيء يرمز الاسم الانكليزي الحالي (بالميرا) من (palma) وتعني النخيل .يدخل التمر في صناعة اصناف كثيرة من الحلويات منها كعك العيد ، وكريات التمر والتمر بالطحينة.



معلومات عن شجرة النخيل
ينتمى نخيل التمر (البلح)  إلى الفصيلة النخيلية ، له 11 قريباً وراثياً معروفاً، أكثرها أهميّة: نخيل جزر الكناري، نخيل التمر السنغالي، نخيل تمر السكر الهندي، وجميعها نباتات معمّرة دائمة الخضرة وحيدة الفلقة.
أشجار النخيل أحادية الجنس، توجد اشجار ذكرية التي تنتج أزهاراً ذكرية  تنتج غبار الطلع (حبيبات اللقاح) المزودة بأكياس هوائية، تنتشر بواسطة الرياح وتصل الى الأشجار الانثوية التي تنتج أزهاراً  أنثوية وبعد تلقيحها واخصابها تنتج الثمار (البلح/ التمر) التي تنضج الثمار في نهاية فصل الصيف وأوائل الخريف،. لزيادة انتاج الثمار (المحصول) يقوم الانسان بنقل غبار اللقاح (تلقيح اصطناعي) من الاشجار الذكرية للأشجار الأنثوية.  من الممكن بأن نخلة التمر قد تطورت من أصل برّي، ونتيجة للظروف البيئية وتدخُّل الإنسان في عملية الانتخاب والتحسين لحقبة طويلة من الزمن تم الحصول على نخيل التمر الحالي ويعتقد  بأن المناطق المحيطة بالخليج العربي والعراق هي موطن نشوء نخيل التمور، معروف لنا أن الملك حَمورابي وضع قبل حوالى 4000 سنة تشريعات (قوانين) تخصّ زراعة النخيل، وقد نصّت  إحدى تلك التشريعات على فرض غرامة قدرها 225 غراماً من الفضة  أي ما يقارب 17000 شيكل، غرامة لمن يقطع شجرة نخيل وهذا يدل على مكانة وأهمية شجرة النخيل في تلك الحقبة من التاريخ القديم  في بلاد الرافدين.

شجرة النخيل في الكتب السماوية:
اعتبرت الديانة  اليهودية التمر من الأثمار السبعة المشهورة، وكانت جدران هيكل سليمان منقوشة بصور ترتبط بأشجار النخل وثمارها، وقد مدح أنبياء بني إسرائيل النخيل وثماره وحثوا على غرسه. كما و أن (دابورا) حكيمة اليهود في عهد القضاة كانت تجلس للقضاء تحت جذع نخلة عرفت باسمها، كما عرفت أريحا بمدينة النخيل.
ورد ذكر النخيل في الإنجيل عند دخول السيد الى اورشليم  يوم الأحد قبل الصلب والقيامة، المعروف باسم  بأحد الشعانين "وفي الغدِ سمع الجمع الكثير الذي جاء الى العيد أن يسوع آتٍ الى اورشليم. فأخذوا سعوف النخل وخرجوا للقائهِ وكانوا يصرخون. مبارك الآتي باسم الرب ملك اسرائيل" (يو12 :12و13). الكنيسة المقدسة تُعيد أحد الشعانين، لتذكار دخول ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الى اورشليم،  دخل راكباً على جحش ابن أتان . فلما سمعوا أن يسوع آتٍ إلى أورشليم أخذوا حالاً سعوف النخل وركضوا للقائِه صارخين بصوتٍ عظيم  " مبارك الآتي باسم الرب " وآخرون من الجمع فرشوا ثيابهم في الطريق وآخرون قطعوا أغصاناً من الشجر وفرشوها في الطريق التي كان مزمعاً أن يمرَّ فيها يسوع، هذا الاستقبال الحاشد قد هيج نيران الحسد في قلوب رؤساء الكهنة والفريسين وشيوخ الشعب فعملوا على اضطهادهِ.

على مقربة من العاصمة الإيطالية روما يوجد ما يقارب(5000 نخلة) نامية، غرست لأخذ السعف لإقامة الشعائر الدينية في يوم (أحد الشعانين) في كل عام في مقر الكنيسة البابوية في روما.
في القرآن الكريم: جاء ذكر النخل والتمر في القرآن الكريم في (17) سورة من أصل (114) سورة، وفي (20 آية) من أصل (6236) آية، وقد جاء في القرآن الكريم عن هذه الشجرة المباركة.
النخيل في الشعر العربي: نادراً ما نجد شاعراً عربياً لم يذكر النخلة في احدى قصائده وقد وصفها الشاعر أبو الحسن علي بن الجهم بن بدر:
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا     يرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر
وقال الشاعر محمد الثرواني عند الاحتفال بأحد الشعانين(أحد النخيل) في الحيرة في العصر العباسي يصف المقينات (العرائس/ الصبايا) يحملن ورق الخوص (ورَقُ النَّخْلِ) :
خرجنا في شعانين النصارى    وشيعنا صليب الجاثليق
فلم أر منظراً احلي بعيني  من المقينات علي الطريق
حملن الخوص والزيتون حتي بلغن إلي دير الحريق
وقال أمير الشعراء احمد شوقي في النخيل:
أهــذا هو النخــــــل ملك الرياض          أمير الحقــول عــروس العــــــزب
طــعام الفـقـــير وحـلوى الغنــي            وزاد المســــــافـر والـمـغــتـرب
فيـا نخـــــلة الــرمــل لم تبخـلي             ولا قـصـــرت نـخلات التـــــراب




بقلم سهيل مخول – البقيعة