Thursday, May 31, 2018

تاريخ مدينة عبدات في النقب - بقلم سهيل مخول

عبدة - عبدات
بقلم: سهيل مخول - البقيعة 

مقدمة:
حتى سنوات الخمسين سكنت بجوارها عشائر العزازمة والظلاّم، بعد ذلك هَجرت أو تهجرت وإنتقلت الى مجمعات سكانية للبدو في النقب وقسم منهم استقر بالقرب من سديه بوكير وكونوا مجمع سكاني اطلق عليه اسم عبدة (قرية عبدة) وقامت وزارة الداخلية بهدم ثلاثة بيوت قبيل حلول شهر رمضان الكريم سنة 2010، وقد جاء بيان المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها ما يلي

"هذه السياسة سياسة هدم البيوت وتشديد الخناق على سكان القرى غير المعترف بها تاتي في اطار الهجمة السلطوية الشرسة تجاه عرب النقب حيث كان اخرها هدم واقتلاع قرية العراقيب والاعتداء على السكان فيها واعتقال البعض منهم وتقديمة للمحاكمة" عملية هدم البيوت في عبدة وفي القرى غير المعترف بها لم تتوقف.

بالرغم من مرور أكثر من ألفين سنة على هذه المدينة القابعة في صحراء النقب والتي كانت نقطة تجارة عالمية، وبالرغم من الحروب والهزات الأرضية ما زالت أثارها تشهد على حضارة عريقة، يظهر ذلك في أبنيتها ومغرها ونقوشها. تدعى عبدة او عبدات نسبة لملك الأنباط ويعتقد بان الملك عبدات الأول (96-85 قبل الميلاد) دفن فيها.

تاريخ مدينة عبدة – عبدات:
عُثر في محيط مدينة عبدات آثار التي تعود الى ما قبل التاريخ، للفترة التي تعود الى 90 الف حتى 80 ألف سنة، عُثر على رؤوس رماح المصنوعة من صخور الصوان ، كما وعثر على سكاكين وأدوات يدوية من العصر الحجري، ثم البرني والعصر الحديدي. ومنذ أن أطْلعَ بدوُ وادي موسى الرحالةَ السويسري بوركهارت على البتراء عام 1812، بدأ اهتمام العلماء بالأنباط ينمو باطراد. واليوم تُعززُ المعرفةُ بهم بعشرات المؤلفات والبحوث وبعمليات البحث والتصوير الجوي والتنقيب الأثري. سكنت عبدات شعوب وحضارات كثيرة سبقت الأنباط والرومان ولكنها لم تترك أثر كبير في الموقع. أما الانباط فقد اتخذوها كنقطة تجارة عالمية، وأصبحت عبدات محطة مهمة على طريق البخور في الفترة الهيلينستية (اليونانية) ثم في العصر الروماني وفي الفترة البيزنطية، كما وطوروا الزراعة ومن أهمها، زراعة العنب لصنع النبيذ.
أمتدت دولة الأنباط في أوج ازدهارها من سيناء الى جنوب سوريا وكان حارثة اول ملك نبطي ذكرته النقوش سنة 169 ق.م، الانباط وقبائل بدوية من سيناء والنقب تمكنوا من الاستيلاء على البتراء (مدينة الادوميين) وجعلها عاصمه لهم.
أسس الأنباط مدينة عبدات في القرن الثالث قبل الميلاد وصلت عبدات ذروة ازدهارها في القرن الرابع – السابع ميلادي.

سنة 630 ميلادية ضرب المدينة زلزال مُدَمر، وبعدها أصبحت "خربة عبدة" او عبدات، سكنت قبائل بدوية بجوارها فيما بعد، وقد اصبحت اليوم محمية طبيعية ومحمية من قبل اليونسكو.

كان اول اتصال بين الانباط وروما سنة 65 ق.م، حين زار القائد الروماني بومبي مدينة البتراء, منذ ذلك الحين نشئ تحالف بين الرومان والنبط (الانباط) واصبحت مملكة النبط الفاصل بين البلدان الخاضعة للحكم الروماني وبين القبائل البدوية القاطنة في شبة الجزيرة العربية.

سنة 90 قبل الميلاد خاض الملك النبطي عبادة الأول حروب بهدف توسيع مملكته واخضاع الشعوب التي كانت تضايقهم وقد احتل فلسطين وحوران. أما الملك النبطي الحارث الثالث فقد احتل القدس ودمشق.

سنة 106 ميلادية، أرسل الامبراطور تراجان حملة ضد الانباط واحتل البتراء وعبدات وغيرها وأصبحت دولة الانباط ولاية رومانية. بعد اعتناق الرومان المسيحية تم بناء الكنائس في مدنهم ، نجد في عبدات كنيسة جنوبية وكنيسة شمالية بنيت على أنقاض معبد نبطي.

التجارة والنقود:
كانت بداية الانباط حماة للقوافل التجارية ، ثم أصبحوا وكلاء محليين للتجارة ، ثم وسطاء في التجارة ، إلى أن أصبحوا أصحاب تجارة وسيطروا على الطرق التجارية في العالم ، حيث كانت قوافلهم المكونة من مئات الجمال تحمل البخور والتوابل والعطور من شواطئ عُمان واليمن ومروراً بمكة والمدينة والحجر ووادي رم إلى البتراء ( الرقيم ) عاصمة القوافل ، ثم تتفرع الطريق بها إلى دمشق شمالاً أو عبر النقب وكانت مدينة عبدات معبر مهم في النقب، على طريق القوافل ومنها الى سيناء غرباً للتجارة مع المصريين وكذلك كانت تحمل القار (الزفت) من البحر الميت للمصرين لاستخدامه في التحنيط وطلاء السفن.
بنى الأنباط العديد من محطات ومدن للقوافل توفر الأمن والراحة والمؤن والأسواق على طول الخطوط التجارية ومن أهمها مدينة صالح في وادي رم والبتراء وأم الرصاص وأم الجمال وبصرى وعبده في النقـب وخلصه وغيرها . بالإضافة إلى سيطرتهم على بعض الموانئ الهامة لتجارتهم مثل ميناء غزة وميناء العقبة .
كان للأنباط استقلاً مالياً، ولم يكن مرتبطاً بالدولة الكبرى كما جرت العادة في العالم القديم وتعود أول قطعة نقدية وجدت الى عهد الملك الحارث الثاني (110 ق.م ) . كانت النقود النبطية تضرب في عهد كل ملك تحمل صورته أو صورته مقترنة بصورة زوجته ، وعلى الوجه الآخر شعار الدولة وبعض العبارات ، وكانت النقود تصنع من النحاس أو البرنز أو الفضة .
الديانة:
الديانة عند الأنباط فتتصف بخصوصيتها المحلية وانفتاحها على العالم الخارجي ، فآلهة الأنباط التي ابتدعوها هي الآلهة التي ورثها العرب فيما بعد وعبدت في الحجاز قبل الإسلام مثل اللات ومناه والعزة وهبل وهذا يعني أن الديانة عند الأنباط وثنية متعددة الآلهة ونتيجة للتواصل الحضاري والانفتاح على الحضارات الأخرى بفعل التجارة فلقد تأثر الأنباط بثقافة وديانه الشعـوب المحيطة ، فعبدوا آلهة فينيقية تمثل الخصب ( عشتار) وأطلقوا عليها اسم محلي غطار عطيس ، كما عبدوا آلهة يونانية رومانية ، كما تأثروا بشكل كبير بعبادات الحضارات الشرقية وأهمها المصرية والآشورية فعبدوا آلهة الرعد والمطر والزوابغ . ويبدوا من أهم آلهة الأنباط الخاصة بهم هو ألههم ذو الشرى كبير الآلهة وابن اللات . وبعد اعتناق الرومان للمسيحية غالبيتهم اعتنقوا الديانة المسيحية.

مصادر:
1. الموسوعة العربية ، http://www.arab-ency.com
2. الموسوعة الحرة ، https://ar.wikipedia.org
3. פרופ' אברהם נג, ב על אם הדרך – עבדת













البرج الروماني



























Sunday, May 20, 2018

صَطَاف (ساطاف) - قضاء القدس

صَطَاف (ساطاف) - قضاء القدس
نبذة تاريخية عن صطاف-القدس من كتاب لكي لا ننسى لوليد الخالدي http://www.palestineremembered.com/Jerusalem/Sataf/Story26659.html
القرية قبل الإغتصاب (إقتباس من كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي)
كانت القرية تنتصب وسط القرية الجنوبي الشرقي لأحد الجبال, وتشرف على وادي الصرار الذي كان يقع في جزء منه على بعد نصف كيلومتر إلى الشرق من موقعها. وكانت طريق فرعية تصل صطاف بطريق القدس- يافا العام من جهة الشمال الشرقي, كما كان بعض الطرق الترابية يصلها بالقرى المجاورة. في أواخر القرن التاسع عشر, كانت صطاف قرية متوسطة الحجم, مبنية بالحجارة على جانب شديد الانحدار لأحد الأودية. وكانت القرية تنقسم إلى أربعة أحياء. وقد امتد البناء في موازاة الطريق التي تؤدي إلى عين كارم, وعلى الجانب الشرقي من سفح الجبل في تجاه وادي الصرار. وكان يقع قبالة القرية دير يسمى دير الحبيس جنوبي وادي المسلمين. وكان فيها بضعة حوانيت, ونبعان يتزود سكانها المياه منهما للاستخدام المنزلي. أما أراضي القرية فكانت تزرع حبوبا وخضروات وزيتونا وأشجار مثمرة وكان بعض الزراعة بعليا وبعضها الآخر مرويا بمياه الينابيع. في سنة 1944, كان ما مجموعه 465 دونما مخصصا للحبوب, و928 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت الأشجار والإعشاب تنبت على المرتفعات, وتستعمل علفا للمواشي. وكان سكان القرية يبيعون منتجاتهم الزراعية في أسواق القدس.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا (إقتباس من كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي)
بينما كانت عملية داني تأخذ مجراها ( أنظر أبو الفضل, قضاء الرملة) احتلت القوات الإسرائيلية مجموعة من القرى إلى الشرق من منطقة العمليات, حول اللد والرملة, في موازاة المشارف الغربية للقدس. و اسنتادا إلى المؤرخ الإسرائيلي بين موريس, فإن صطاف كانت من القرى التي احتلت في أثناء هذا الاندفاع, إذا هوجمت في 13-14 تموز\ يوليو 1948. وقد نفذ الهجوم لواء هرئيل والذي كان في جملة القوات التي حشدت لتنفيذ عملية داني.
القرية اليوم
لا يزال ينتصب في الموقع كثير من الحيطان شبه المهدمة, ولا يزال قائما في بعضها أبواب مقنطرة. ولا تزال حيطان بعض المنازل المنهارة السقوف شبه سليمة. وتشاهد سيارة جيب عسكرية محطمة ملقاة بين الأنقاض الحجرية المنتشرة في أرجاء الموقع. والرقعة المحيطة بنبع القرية, الواقع إلى الشرق بالقرب من أطلال منزل حجري مستطيل خرب, حولت إلى موقع سياحي. وقد استقرت عائلة يهودية في الجانب الغربي من القرية, و سيجت جزءا من أرض الموقع. ويغطي شجر اللوز والتين والزيتون ونبات الصبار كثيرا من المصاطب القائمة حول القرية. وتحيط بالقرية غابة غرسها الصندوق القومي اليهودي (وهو الذراع المختصة باستملاك الأراضي وإدارتها في المنظمة الصهيونية العالمية, أنظر مسرد المصطلحات). وفي الغابة امتداد لغابة موشيه دايان التي غرست في أراضي قرية خربة اللوز, التي كانت قائمة يوما ما.