Tuesday, July 24, 2018

الهيل للقهوة وللعلاج




الهيل للقهوة  وللعلاج

بقلم: سهيل مخول – البقيعة

بلا تصبوا هالقهوة وزيدوها هيل، واسقوها للنشامى ع ظهور الخيل، و النشامى نلاقيها و نحيها، ويلك يلي تعاديها يا ويلك ويل ، قهوتنا للأجوادي اول بادي، للي ناره وقادي بظلام الليل، والقهوة السمرا ع الكيف لرجال السيف، لرجال الحسو بالحيف شالوا له شيل (اغنية : سميرة توفيق).

نجد في الأسواق، الهيل الأسود الذي يطلق عليه اسم الهيل البنغاليّ، والهيل الأخضر والهيل البنيّ الذي أصله من الهند وسيرلانكا.

أضاف العرب الهيل إلى القهوة، لكي يكسبها طعماً ونكهة أفضل عند مزجها بمطحون حبوب الهيل، تُشير
الدراسات  الحديثة إلى أن إحدى خصائص الزيوت الطيارة ذات الرائحة العبقة في بذوره، ميزة إبطال او 
تقليل  مفعول الكافيين على الجسم.

تعرَف حبة الهيل بأسماء كثيرة منها القعقلة، والهيل، والحبهان، والقلة، وهي من النباتات التي تنتمي إلى الفصيلة الزنجبيليّة، ورتبة الزنجبليات، وقسم النباتات الوعائيّة وحيدة الفلقة، وشعبة كاسيات البذور،  والى جنس إليتاريا، وتعدّ حبة الهيل ثالث أغلى أنواع التوابل بعد الزعفران والفانيلا وقد تاجر الانباط بالهيل، ويعتبر الهيل من حيث كمية الاستهلاك في العالم فيحتل المرتبة الثانية بعد الفلفل الأسمر (الأسود).

الاسم العلمي: Elettaria cardamomum هو اسم يُطلق على نوعين من النباتات من الفصيلة الزنجبيلية، وهما Elettaria وAmomum. كلا النوعين يأخذا شكل ثمار مثلثة في القطع العرضي، حاملة للبذور، ولها شكل حُزمي، مع غشاء خارجي رقيق وبذور سوداء صغيره. الموطن الأصلي للهيل من جنوب شرق آسيا، اكتشفه الصينيون وقرروا البدء بزراعته، ويزرع حاليًا في الهند و ماليزيا وفي الكثير من دول آسيا وأستراليا، وهو نبات معمر زاحف.
يقول الخبراء إن تاريخ الهيل من تاريخ الإنسان والبشرية أي أنه قديم قدم تاريخ الطعام. أما أقدم آثار الهيل التي عثر عليها في العالم فتعود إلى 2000 قبل الميلاد، وفي مدينة نيبور أو مدينة نفر وهي أقدم المدن السومرية التي تقع في محافظة القادسية في العراق، وكانت مقعد «إله الريح» المعروف بـ«إنليل». وحسب الألواح الطينية القديمة هناك، كان الناس يستخدمون الهيل المطحون في الخبز ويضيفونه إلى الحساء.
ويؤكد المؤرخون أن الهند بدأت بتصدير الهيل إلى أوروبا في بداية القرن الثالث عشر، وقام رحالة الفايكينغ بنقله من تركيا أو القسطنطينية، وبالأدق إلى الدول الإسكندنافية قبل ألف عام من الآن، ولا يزال حتى الآن من البهارات التي تحظى بشعبية في ذلك الجزء من العالم الشمالي. ويستخدم الهيل حالياً في الدول الإسكندنافية في صناعة بعض أنواع كحول عيد الميلاد، وتحضير اللحم المفروم والحلويات.

يجب حفظ الهيل في  وعاء محكم الاغلاق ومظلم، لأن الضوء يفسد الهيل، وعدم وضعه في في علب بلاستيكية، لان الهيل يحتوي على مركبات يمكنها أن تتفاعل مع البلاسك وتنتج مواد مضرة بالصحة. ويُعتبر الهال (الهيل)   كمنهكه للعديد من الأطباق الغذائية .
وهو أحد أقدم المنتجات النباتية التي اُستخدمت كعلاج للعديد من الأمراض، كما تشير مدونات الطب اليوناني القديم والكثير من نصائح الطب الشعبي اليوم في العديد من مناطق العالم.
فالوصفات الشعبية تنصح بالهيل لاضطرابات عدد من أجهزة وأعضاء الجسم. كما وأنه يفتح الشهية ويُخفف من الغازات وحرقة المعدة اللتين يسببهما تناول البصل او الثوم.  وهو مفيد في تنظيف الفم من الميكروبات للقضاء على التهابات الفم ومنع تكون الرائحة غير المُحببة فيه، وتنصح رابطة الحمل الأميركية تناول بعض من الهيل أو زيته للتقليل من الغثيان والقيء أثناء الحمل ولاكتساب رائحة طيبة للنفس والفم من دون أن يكون ذلك مُضراً بالجنين. وجد الباحث  ألان فوستر  من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة أن هناك 15 مركبا في الهيل يمكنها أن تحارب الجراثيم  والأحياء الدقيقة التي يمكن أن تؤذي الإنسان.  يمكن استخدام الهيل مع الشاي الأخضر من أجل الوقاية من الذبحات القلبية والسكتات الدماغية ، كما أن المركبات الموجودة في الهيل والشاي الأخضر يمكن أن تخفض نسبة الكوليسترول في الدم  ويؤدي الهيل إلى استرخاء في العضلات الملساء.

لكن لوحظ أن تناول الهيل بكميات كبيرة يمكن أن يزيد من حموضة المعدة ، لذلك يجب تناول الهيل باعتدال خاصة الهيل الطازج لأن تأثيره أقوى من المطبوخ. كما وويستعمل كمنشط طبيعي للجسم .وينبغي الانتباه إلى أن هناك أنواعا متعددة من الهيل والكثير منها غير ناضج ، لذلك يجب التأكد من اكتمال نضج الهيل قبل تناوله، وإلى صلاحيته الزمنية أيضا.





 




تاجر الأنباط بالعطور والتوابل
ومنها الهيل









تاجر الأنباط بالعطور والتوابل
ومنها الهيل





تاجر الأنباط بالعطور والتوابل
ومنها الهيل


Saturday, July 14, 2018

الجاعونة و روش بينّا








الجاعونة و روش بينّا

بقلم : سهيل مخول - البقيعة

على أطراف البيوت المهدمة والمهجرة لقرية الجاعونة ، يوجد مطل وبقربه بيت كبير المكون من طابقين وما زال مستعملاً لاحدى المؤسسات الاسرائيلة، سكن في هذا البيت حتى التهجير عائلة الجلبوط وهو معروف بالبيت الامريكاني . كتب احد افراد هذه العائلة (لم يكتب الاسم الشخصي وقد يكون علي الجلبوط) في موقع فلسطين في الذاكرة ما يلي " عندما تحتل الارض ويطرد السكان ويرحل سكان المناطق والمدن هناك من ياخذ مالاُ وهناك من ياخذ لباساُ وهناك من ياخذ مفتاحه وبعد مرور السنين المال والباس يزولان ويبقى المفتاح لمن اراد العودة المفتاح الذي تزداد قيمته مع مرور السنين هذا المفتاح الذي يعطي الابناء والاحفاد وابناء الاحفاد الامل وعندما يسالون عنه تروى قصته وهو يزرع فيهم حب العودة والرجوع وانهم يريدون ان يجربوا هذا المفتاح بانفسهم نحن ننتظر فبيدنا امل العودة " وهكذا حدث ابناء عائلة الجلبوط تفرقوا في المهجر، قسم منهم بقي في الاردن وقسم وصل الى امريكا، بعد السلام مع الاردن وصل الى الجاعونة، شاب واراد ان يزور بيت العائلة ، في البداية قوبل بالرفض ثم سمح له بالدخول، قيل له من قبل المسؤولة ما سر هذا المنزل، لقد كانت هنا شابة من امريكا وطلبت الدخول لان هذا البيت لاجدادها، وتركت عنوانها. وهكذا تعرف هذا الشاب على اقاربه بعد انقطاع طويل.

تقع الجاعونة على السفح الشرقي لجبل كنعان، وكانت تطل للجنوب والشرق والشمال، بنيت بهذا المكان لقربها من اليانبيع الغزيرة الموجودة هنا، وكونها تقع بالقرب من الطريق الذي يصل بين صفد وطبريا والطريق الذي يصل الى جسر بنات يعقوب والشام.

سنة   1596 كان عدد سكان الجاعونة 171 نسمة جميعهم مسلمون وكانت تدفع الضرائب الجائرة للامبراطورية العثمانية، دفعت الضرائب عن كل شيء، عن القمح والشعير والزيتون وعن الماعز والعسل وعن الطاحونة التي تعمل بقوة الماء. في نهاية القرن التاسع عشر كان في الجاعونة مدرسة ابتدائية للبنين وكانت تابعة ادارياً الى لواء صفد.

سنة  1875 قام اليعزر روكح وآخرون من يهود صفد، بشراء قسم من اراضي الجاعونة كونها تقع محاذية للطريق بين صفد وطبريا، في تلك الفترة سادت علاقات طبيعية بين اليهود والعرب.
 سنة 1878  انتقل من صفد للسكن بجوار الطريق بين صفد وطبريا وبالقرب من مساكن العرب في الجاعونة 17 عائلة يهودية، وكانت بيوتهم شبيهة ببيوت العرب. اطلقوا على اسم مستوطنتهم اسم قريب للاسم جاعونة وهو "جاي اونو" لم تصمد هذه العائلات مدة طويلة وغالبيتهم عادوا الى صفد.

 ثم اعيد انشائها سنة 1882 من جديد من قبل مهاجرين من  رومانيا وبعد وصولهم بعدة سنوات تم تغير الاسم الى "روش بينا"، ولكن عدد سكانها اليهود كان قليل جداً ولم يتجاوز 400 نسمة سنة 1948 عند قيام دولة اسرائيل، هذا بالرغم من المساعدات المالية التي قدمها البارون روتشيلد لهم من اجل البناء وشراء الاجهزة الزراعية وغيرها، اما اليوم عدد سكانها ثلاثة الاف نسمة كلهم من اليهود.

اما عدد السكان العرب في نفس السنة أي قبل التهجير فكان، 1334 نسمة تم تهجيرهم في شهر ايار سنة  1948 بقي بعض السكان العرب في الجاعونة بعد الاحتلال، لقد  تم طردهم ونقلهم بالشاحنات التابعة للجيش الاسرائيلي في منتصف ليل 5 حزيران سنة 1949.