Tuesday, March 29, 2016

Sambucus nigra البلسم – صيدلية الفقراء

  Sambucus nigra البلسم – صيدلية الفقراء   

بقلم : سهيل مخول – البقيعة  

للبلسم عدة أسماء منها: 
الخَمَان الأسود و البيلسان، بشام، ثمر البلسان، الخمان الكبير، الخابورغيرها. ويلقب صيدلية الفقراء، لكثرة استعمالاته الطبية، تعرف عشرات الوصفات الشعبية للعلاج بأزهار البلسم وثماره. بالإضافة للخمان الأسود توجد عشرات الأصناف من البلسم لهم صففات مشابهة.
 البلسم نبات متساقط الأوراق، انتشرت زراعة البلسم في القرى العربية الفلسطينية ، بكميات محدودة، نشاهد في بعض الحدائق شُجيرة واحدة أو أكثر وعددها بكل القرية لا يتجاوز العشرات. زرع كنبات للزينة وللاستعمالات الطبية.
موطنه الاصليي اوروبا ويكثر فيها كاشجار  وشجيرات  برية يصل إرتفاعها الى عشرة أمتار . بذوره سوداء ومن هنا جاء اسمه العلمي (نيجرو تعني الاسود). الساق رمادي اللون يميل للأبيض، الأزهار بيضاء، لها رائحة عطرية مميزة تظهر في بداية فصل الربيع، الثمار صغيرة تشبه حبات العنب.
تستعمل الازهار الطازجة او المجففة مثل الشاي وتقام الرشح والالتهابات الصدرية ويمكن استعمل قطرات منها لالتهاب العيون ، وتقلل من ضغط الدم المرتفع، كما وتستعمل قشرة الساق  ملين - مسهلة لعسرخروج البراز.

تستعمل الأوراق الغضة المهروسة لمعالجة قاعدة الأظافر  ولتلين الجلد،   كما 

ويتم انتاج نبيذ من ثمار البلسم . 




Tuesday, March 22, 2016

لم تولد في قرية إقرث ولكن إقرث ولدت فيك - لذكرى المرحوم د. إبراهيم عطا الله


لم تولد في قرية إقرث ولكن إقرث ولدت فيك
بقلم: سهيل مخول-  البقيعة

أيها الراحل الدكتور إبراهيم رزق الله عطا الله ، لم تُولد في قرية إقرث ولكن إقرث ولدت فيك،  لقد رضعت حُبَّها من والديك ومن أقاربك وأصدقائك، نَقلتَ رسالة حُبَكَ لإقرث الى كل أقطار العالم، أحببت الوطن والأرض، رحلت قبل أن يشرق يوم العودة، أي عودة أهل إقرث الأحياء لقريتهم، من إجل إِعمارها من جديد.
 لماذا لم تنتظر؟ هل أسرعت لكي تنقل الرسالة لمن يسكن في السماء؟ 
عرفتك تلميذاً خلوقاً مجتهداً، أحببت العلم والمعرفة، ثابرت ووصلت الى أعلى المراتب، فَرِحتُ جداً عندما علمت بأنك تخصصت في مواضيع العلوم وأصبحت مربياً ومدرساً لهذه المواضيع، فكنت نعم المربي والمدرس، لقد أصبحنا زملاء (المُعلم وتلميذهُ) في المهنة وبعد ذلك زملاء في إرشاد المعلمين ثم أصدقاء.
أعلم علم اليقين بأن البيت مدرسة ومن هذا البيت، قد استقيت تربيتك للتطوع من خدمة الآخرين، لقد تربيت في اسرة مؤمنة متعلمة لها حضورها الإجتماعي ، عَلمتك أسترتك بأن تكون شريفاً، محباً للوطن وعلمتك الكبرياء وعزة النفس، علمتك العطاء والتواضع. وبالفعل لقد كنت متواضعاً كسنابل القمح الممتلئة ببذور القمح، فإنها تكون منحنية ومتواضعة، أما السنابل الفارغة فتكون مرتفعة ومتباهية.
يتم تشبيه المؤمن الحقيقى أمثالك، بسنابل القمح الممتلئة، كُلما إمتلأ المؤمن بالبركة والايمان،  إزداد تواضُعاً وحباً للعطاء وهكذا عرفتك، وبالفعل من  اتضع إرتفع.
تجلي لي ذلك أكثر عندما خدمنا الأبرشية من خلال اللجنة التربوية، عَمِلنا على مَركزة مدارس الأبرشية وتحسين شروطها و لفتح مدارس جديدة مثل مدرسة مار الياس الأسقفية في حيفا في بناية مطرانية الحجار، لم تُقصِر في السفر للمدارس وحضور الاجتماعات وابداء آرائك البناءة.
 كما وأنك خَدمت قضية إقرث بإخلاص، فأوصلتها الى الإعلام المحلي والعالمي، لقد  أثمر نضالكم في فترة رئاستك للجنة إقرث، تجلى ذلك في عدة مجالات أذكرمنها ما يلي: لقد اصبح لكنيسة إقرث كاهن خاص بها يخدم رعيتها المُهجَرة، يُقيم  فيها الصلوات بإنتظام، لقد نظمتم المظاهرات وإلإعتصامات، رممتم المقبرة ووعبدتم الشارع اليها ، وفتحتم شارع مرصوف بالاسمنت المسلح للكنيسة، كما وربطتم الكنيسة بشبكة الكهرباء، أضف لذلك قمتم بخطوة غير مسبوقة وهي، التواجد المستمر لشباب اقرث في قريتهم، قلت لي بأن هذا التواجد عبارة عن ممارسة لحق العودة ، وأن هذه النواة من شباب إقرث لم يكسرهم الإعتقال بل زادهم صلابة، وأن  تواجدهم المستمر ومبيتهم في الكنيسة عبارة عن مرحلة أولى للعودة الشاملة.
أقول إقتلعوكم جسدياً من المكان ولكن قلوبكم بقيت في إقرث.  لذلك لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، بشروق يوم جديد بعودة أبناء إقرث ألأحياء لقريتهم الى موطنهم والى أرض الأجداد.
أطالب كل رؤساء الكنائس العمل من أجل عودة أهل إقرث وكفر برعم لقريتهما بالضغط على دولة الفاتيكان، من أجل وضع  قضية إقرث وبرعم في سلم أولويات المفاوضات مع دولة إسرائيل، التي لم تُنفذ حتى اليوم قرار محكمتها الذي يقضي بعودة ابناء القريتين.
أقدم تعزيتي القلبية  للعائلة وإلى عموم آل عطا الله والى الأقرباء وإلى عموم أهالي قرية إقرث المُهجرة. لكم ولنا الصبر والسلوان وللمرحوم جنة الخلد.
كتبت بمناسبة ذكرى الثالث والتاسع لفقيدنا الغالي المربي الدكتور إبراهيم عطا الله الذي رحل عنا يوم 18 آذار سنة 2016 



إقرت يوم جناز المرحوم د.إبراهيم عطا الله


****************************************************


اشترك المرحوم مع زوجته في المظاهرة أمام كنيسة الخبز والسمك التي أحرقت  في حزيران سنة 2015

************************************************

















**************************************





*************************************








************************************



صورة من المظاهرة في حيفا



************************************************







يظهر المرحوم د.إبراهيم عطا الله  وخلفه كنيسة إقرث




Monday, March 7, 2016

رجل الموقف والكلمة - لذكرى المرحوم الاستاذ نعيم مخول – تُنشر بمناسبة مرور سنتين لوافته

رجل الموقف والكلمة – المرحوم الأستاذ نعيم مخول

 يصادف مثل هذا اليوم 13 آذار مرور سنتين لوفاة المرحوم نعيم مخول ، كَتبتُ الكلمة التالية السنة الماضية  ولم أنشرها.

نجتمعُ اليوم في ذكرى السنة  للمرحوم نعيم يوسف مخول (أبو مُكرم)  لكي  نذكر ونتذكر الراحل ونصلي من أَجله ومن  أجل جميع الاحياء والاموات. نذكر صفاته الحميدة ونتذكر وجوده بيننا، فإن لكل منا ذكريات مع الراحل سوف تبقى حيّة حتى بعد رحيله.
 كان المرحوم نعيم مخول، رجلاً بكل معنى الكلمة، صادقاً مع نفسه ومع عائلته ومع المجتمععاش تسعين عاماً ، مناضلاً في شتى المجالات منذ كان طالباً في المدرسة الثانوية  في البصة ثم معلماً ناضل من أجل الحصول على العلم، ثم مناضلاً من أجل  الوطن، كان فصيح اللسان، خطيباً بارعاً، بعد النكبة، لم يَحلق شعر ذقنه، حداداً على فلسطين. وفي فترة الحكم العسكري، نفي المرحوم نعيم مخول الى قرية شعب حيث فتح فيها مدرسة لتعليم الطلاب وبذلك كان السباق لافتتاح أول مدرسة في شعب وما زال أهل شعب يذكرونه بالخير وقبل عدة سنوات تم تكريمه بحفل مهيب من قِبل مجلس شعب المحلي وبحضور المعلمين  وأهل القرية.
قضى أبو مُكرم جُلّ حياته في العطاء والسّخاء، كان صحفياً لامعاً، دافع عن حقوق المواطنين وتصدّى للقوانين التي استهدفت نزع ما تبقـّـى من الأراضي العربية، وذلك بعد سَن قانون الغائب، فكان كالسد المنيع لقانون تركيز الاراضي ، فجاب القرى والمدن موضحاً مخاطر هذا القانون.
كان من المبادرين  لبناء قرية عربية جديدة بالرغم من هدم وتهجير ما يقارب أربع مئة قرية عربية بين السنوات 1948 - 1950 ، تم اختيار موقع  باب مرج البقيعة  وموقع عطا الله لبناء القرية الجديدة، التي  أطلق عليها  اسم "انتصار" وقد استعمله عدة عقود، كافح وخاض المحاكم من أجل منع  هدم البيوت الاوائل، وقد نجح بذلك، وما زال قرار محكمة العدل معلقاً في صالون بيته حتى اليوم.
كتبت صحيفة الصنارة  في صفحةرقم  44 يوم 27 كانون الاول سنة 2002  ما يلي " وكانت هذه المبادرة قد بدأت من قبل المواطن نعيم مخول، الذي وضع حجر الأساس للقرية من خلال بناء بيته في القرية يوم 19 كانون الاول سنة 1952 ..."  
اما صحيفة  " ميدراما"  فقد كتبت في صفحة 19  يوم 10 كانون الاول عام 2003  "وردة ابعثها الى أبناء عائلة مخول في قرية مخول التابعة من حيث التنظيم لقرية البقيعة وهم يحتفلون هذه الايام بمرور خمسين عاما على تأسيس قريتهم"
لقد حارب الفساد في المجتمع وفي كل مكان ، انتسب لجمعية أبناء ابرشية الجليل وكان عضواً فعالا من أجل  إيجاد السبل أمام ابناء الرعية لتوفير فرص العمل والمسكن وللحد من الهجرة إلى خارج البلاد، وللحد من بيع ممتلكات الكنيسة.
كان غيوراً على الكنيسة ، عندما طالت المدة والمطرانية لم تباشر في بناء الكنيسة، بادر بإرسال كتاب مطول لسيادة المطران بطرس المعلم يوم 14 آب سنة 1999. في نهاية تلك الرسالة كتب المرحوم ما يلي " أن يبقى الوضع بلا كنيسة أصبح غير مقبول ولا هو معقول ...ونحن على ثقة أن اسطوانة التأجيل والمماطلة والتسويف التي اتبعها السابقون لن تتردد أو تعود ... ومن يدري فقد يتزامن اليوبيل الذهبي للقرية وموعد تدشين الكنيسة وكلنا أمل وكلنا رجاء"  وقد تبرع بسخاء لمشروع بناء كنيسة سيدة الجليل البقيعة.
للختام، كان المرحوم رجلاً بكل معنى الكلمة ، فهو رجل الموقف والكلمة، له موقف ثابت مبني على  الاخلاق الحسنة ، واذا قال كلمته احترمها ونفذها ولم يغيرها.
عرفته متزناَ يحترم الآخرين ولا يتسبب في اهانة أحد، امتلك النخوة العربية ، وبنفس الوقت كان  مزارعاً نشيطاً ، متماشياَ مع العصر الحديث ، فكان أول من امتلك سيارة خصوصية، ثم جراراَ زراعياَ (تراكتور) منذ سنة 1956.  هو أول من أدخل  زراعة الدراق (خوخ أبو وبر) والكرز والخوخ الأوروبي واصناف اضافية بالإضافة للزراعة التقليدية التي كانت موجودة في تلك الفترة في قرانا العربية، في الجليل مثل زراعة التبغ .
مرت حياة الراحل المرحوم نعيم مخول، بفترات صعبة، تحملها صابراً، دون تذمر، وفي نفس الوقت كان يشعر بفرح  وآلام الآخرين، شاركهم أفراحهم وأتراحهم ولم يفقد البوصلة، بقي حتى آخر يوم في حياته رجلاَ بكل معنى الكلمة  ووطنياَ أصيلاَ.
للفقيد الرحمة ولكم من بعده طول العمر.
سهيل مخول - آذار 2015
*********************************************






Wednesday, March 2, 2016

سمكة المسيح- 2


سمكة المسيح
بقلم - سهيل مخول

المقدمة:
حتى القرن الرابع كانت السمكة (سمكة المسيح) رمزاً للمسيحية وللدلالة على ايمانهم ورمزاً للتعارف فيما بينهم وليس الصليب.
إشتهرت بحيرة طبريا (بحر الجليل) بأسماكها منذ القدم، ولكن في فترة حياة سيدنا يسوع المسيح، كانت لها مكانة خاصة وهامة جداً، ظهر ذلك بإختيار التلاميذ (الرُسل) الأوائل من صيادي الأسماك وهم بطرس وإندراوس أخوه، ويعقوب ويوحنا أخوه (متى 4)  أختار

بطرس (سمعان)  و اندراوس عندما كانا يلقيان شبكة في مياه بحيرة طبريا  قال لهما يسوع "هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ." (مرقس 1: 17) أي مبشرشرين لتعاليم المسيح. الأسماك تمثل البشر والشبكة تمثل الكنيسة التي لم تتمزق بالرغم من كثرة الأسماك (يوحنا 21) وكذلك الكنيسة تتسع لجميع المؤمنين. نرى في كنيسة الطابغة الفسيفساء لسمكتين وخمسة أرغفة رمز لعجيبة إكثار السمك والخبز (يوحنا 6) ، السمكة المذكورة في الإنجيل المقدس هي سمكة البلطي.


رموز السمكة في المسيحية:
حتى القرن الرابع  كانت  السمكة (سمكة المسيح) رمزاً للمسيحية وللدلالة على ايمانهم ورمزاً للتهارف فيما بينهم وليس الصليب.  تفسر  أحرف كلمة سمكة في اليونانية ΙΧΘΥΣ
أو ΙΧΘΥC  بداية للكلمات التي تعني " يسوع ابن الله المخلص"
يسوع  ICQUS، المسيح CRISTOS ، الله QEOS،  الابن  UIOS ، 
المخلص SWTHROS
ولذلك أعتبرت السمكة رمزاً للمسيحية وللدلالة على ايمانهم ورمزاً للتعارف فيما بينهم وليس الصليب. استمر ذلك حتى القرن الرابع كانت السمكة (سمكة المسيح) في القرن الرابع استبدل شعار السمكة بالصليب وأصبح الصليب، الشعار المفضل لمعتنقي الديانة  المسيحية وأصبح الأكثر شهرة. ما زال استعمال استعمال السمكة دلالة للمسيحية حتى يومنا هذا فشعار محطة التلفزيون نور سات السمكة (انظروا لشكل الكلمة نور) .

كثرة الأسماك ترمز لكثرة الصالحين بعد سماع كلمة الرب كما سمعها التلاميذ، اتسعت الشبكة الواحدة التي كانت معهم ، للأسماك الكثيرة ولم تتمزق  وهي ترمز للكنيسة  الواحدة التي تتسع لجميع المؤمنين. كما وأن الشبكة ترمز في عالمنا اليوم لشبكة الاتصالات (الانترنت) التي تحمل الكثير من المواضيع الايجابية وتساهم في التبشير المسيحي، كما وأنها قد تحمل مواضيع غير جيدة كشبكة الصيد التي تحمل بالاضافة للأسماك الصالحة بعض الكائنات المؤذية والشوائب. كما وان كل شيء في حياتنا يمكننا ان نختار استعماله بحسناته او سيئاته, الامر يعود للانسان نفسه، علينا أن نحسن الإختيار.

موطن البلطي وانتشاره وأهميته الغذائية: الموطن الأصلي لأسماك البلطي،
المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، في المياه العذبة و/أو قليلة الملوحة في تلك المناطق ومنها انتقل إلى جنوبي آسيا والهند وهكذا وصل إلى بلادنا.
تعتبر بحيرة طبريا الحد الشمالي للانتشار الطبيعي للبلطي وذلك لأنه لا يعيش في مياه درجة حرارتها أقل من 8 درجات مئوية.
أسماك البلطي ، معروفة منذ القدم. توجد إثباتات بأن الفراعنة عرفوا صيد أسماك البلطي منذ أكثر من  2500 سنة ق.م. هناك من يعتبر أسماك البلطي، فرعونية الأصل، حتى اليوم يعشقها المصريون وينتجون ما يقارب مليون طن منها سنوياً.
لقد أصبحت أسماك المشط  أكثر أنواع الأسماك انتشاراً في العالم كونها أصبحت "داجنة"، لقد تجاوز الإنتاج العالمي من أسماك المشط ثلاثة ملاين طن سنوياً.
انتشرت تربية البلطي في الأحواض وأصبحت من أهم الفروع الزراعية وذلك نتيجة
تزايد السكان والحاجة لمصادر غذائية فلحم الأسماك  يتميز بسهولة الهضم وارتفاع معامل الاستفادة فهو غني بالبروتين والدهون الجيدة والفيتامينات، كما ترتفع فيه نسبة اليود
والكالسيوم وأملاح الفسفور ذو الدور البالغ الأهمية في حياة الأنسجة وبالأخص لأنسجة الدماغكل هذه الميزات وغيرها تجعل لحم السمك مصدراً غذائياً هاماً جداً. 
معلومات بيولوجية عن أسماك البلطي: 
تنتمي  أسماك البلطي  إلى الأسماك العظمية، وتنتمي لعائلة البلطيات CICHILI  DAE التي تشمل مئات الأجناس وأهم أنواع أجناس البلطي (المشط)هو TILAPIA  تدعى هذه المجموعة في اللغة الآرامية   والعبرية  " أمنون" – وهي كلمة من مقطعين المقطع الأول أم والمقطع الثاني نون وتعني سمكة أي أم السمك لأنها تعتني بصغارها  كالأم .

موطن البلطي وانتشاره وأهميته الغذائية:
الموطن الأصلي لأسماك البلطي، المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، في المياه العذبة و/أو قليلة الملوحة في تلك المناطق ومنها انتقل إلى جنوبي آسيا والهند وهكذا وصل إلى بلادنا. تعتبر بحيرة طبريا الحد الشمالي للانتشار الطبيعي للبلطي وذلك لأنه لا يعيش في مياه درجة حرارتها أقل من 8 درجات مئوية.
أسماك البلطي ، معروفة منذ القدم. توجد إثباتات بأن الفراعنة عرفوا صيد أسماك البلطي منذ أكثر من  2500 سنة ق.م. هناك من يعتبر أسماك البلطي، فرعونية الأصل، حتى اليوم يعشقها المصريون وينتجون ما يقارب مليون طن منها سنوياً.
لقد أصبحت أسماك المشط  أكثر أنواع الأسماك انتشاراً في العالم كونها أصبحت "داجنة"، لقد تجاوز الإنتاج العالمي من أسماك المشط ثلاثة ملاين طن سنوياً.
انتشرت تربية البلطي في الأحواض وأصبحت من أهم الفروع الزراعية وذلك نتيجة
تزايد السكان والحاجة لمصادر غذائية فلحم الأسماك يعتبرغذاء بشري ممتاز، فهو يتميز بسهولة الهضم وارتفاع معامل الاستفادة فهو غني 
بالبروتين والدهون الجيدة والفيتامينات، كما ترتفع فيه نسبة اليود والكالسيوم وأملاح الفسفور ذو الدور البالغ الأهمية في حياة الأنسجة وبالأخص لأنسجة الدماغكل 
هذه الميزات وغيرها تجعل لحم السمك مصدراً غذائياً هاماً جداً. 
 أهم أنواع البلطي (المشط):
المشط  المحلي (الزيلي)  T.Zilli:
(حرف T يدل على الكلمة TILAPIA أي  سمكة المشط)  موجود بشكل طبيعي في بحيرة طبريا
المشط الأبيض( الجليلي)  T.gallilea::
يعتقد أنه نشأ في بحيرة طبريا (بحر الجليل)  ومن هنا جاء اسمه العلمي.

المشط الأزرق (الحساني) T.Aurea::
لون المظهر الخارجي زيتوني أزرق وفضي لامع، كل حرشفة ذات مركز غامق وهناك بقعةغامقة في الغطاء،كما أن القسم الخلفي من الزعنفة الذيلية وكذا الشرجية ينتهي بخط أحمر.

المشط النيلي :T.Niletica:
يعتقد أنه نشأ في جنوب النيل في السودان وبحيرة فيكتوريا ومن هنا جاءت تسميته (نسبة لنهر النيل).  
 ينتشرفي البلدان الاستوائية الداخلية من أفريقيا والشرق الأقصى باعتباره سمك المياه الدافئة.

 السلوك التكاثري للمشط الأبيض:
في نهاية فصل الشتاء تكتسب الذكور لوناً خاصاً لفترة التكاثر، يحمر غطاء الخياشيم وكذلك قسم من زعانفه. تسبح  الذكور باتجاه شمال شرق بحيرة طبريا، يختار كل ذكر منطقة التعشيش الخاصة به، بعد نزاعات قوية بين الذكور وبعد الاتفاق على حدود  منطقة نفوذ كل ذكر، يمنع بعدها اقتراب أي ذكر بلطي من منطقة نفوذه (الذكور تميز بعضها وتميز الأنثى حسب لونها).  
يُحضر الذكر "العش" وهو عبارة عن حفرة.  بعد أسبوعين تسبح الإناث إلى منطقة الذكور، في  هذه الفترة يتغير لونها ويصبح فضياً وكأنها تلبس ملابس الزفاف وهكذا يستطيع الذكر تمييزها والعكس، عندما تقترب من منطقة نفوذ الذكر، يسبح أمامها وكأنه يرقص ويرشدها للحفرة.
تتفقد الأنثى الحفرة عندما يعجبها الذكر وتستحسن الحفرة (العش) ، تنضم إليه في العُش الذي حفره حيث تضع بيضها، ويقوم الذكر بطرح السائل المنوي فوق البيض مباشرة عندها تأخذ الأنثى البيض الذي يبلغ  عدة مئات إلى داخل فمها  الذي  يتسع إلى 1500 بيضة.
تستمر الأنثى في حمل البيض وتحريكه داخل فمها حتى فقسه حيث تقوم يرقات الأسماك الفاقسة بامتصاص كل محتويات كيس المُح يستمر حمل البيض واليرقات من 11 – 14 يوماً كل هذه الفترة تصوم السمكة (الأم) عن الغذاء.
بعد هذه المدة  تسمح الأم لليرقات بمغادرة فمها، تبقى صغار الأسماك على مقربة من الأم التي تتحرك حركة بطيئة بالقرب من صغارها، وعند أدنى إشارة للخطر تعود الصغار مباشرة إلى فم الأم التي تحمل صغارها وتفر بعيداً عن الخطر. الأسماك الصغيرة لا تعرف فم الأم تهرب إلى أي مكان مظلم. بعد عدة أسابيع تترك الأم صغارها وفي نهاية فصل التكاثر تختفي ألوان التميز وتترك الأسماك منطقة التكاثر.