Wednesday, January 17, 2018

قرية النهر المُهجرة – قضاء عكا ، بقلم: سهيل مخول - البقيعة

  









قرية النهر المُهجرة – قضاء عكا

                                
سميت قرية النهر لانها كانت بجانب نهر الجعتون، يقع النهر جنوب قرية الكابري المهجرة، وشمال غرب قرية الغابسية المهجرة وقرية  الشيخ دنون العامرة، على الطريق بين عكا وترشيحا، وكانت شرق قرية ام الفرج، التي كانت في السهل المقابل لمستشفى 
الجليل في نهريا. وكانت الطريق تمر من نهريا عبر أم الفرج  ثم الى قرية النهر ثم الى ترشيحا



يعود تاريخ المكان للفترة الكنعانية، ما زالت الحفريات مستمرة بشكل متقطع  حتى اليوم. كان في القرية، قهوة بجانب الطريق الرئيسية، ذكرت قرية النهر والقهوة في مرسوم من الفترة العثمانية، سنة 1904 أصدره والي بيروت


وكان في القرية نبعا ماء، وهما ينبوع الفوار (بركة الفوارة) الذي يقع شرق القرية، وهو قريب من شارع كفر ياسيف الكابري، أما النبع الثاني هو نبع المفشوخ او بركة المفشوخ الذي يقع غرب القرية

 كانت قرية النهر تملك أكثر من خمسة آلاف دونم صالحة للزراعة، منها غرست مساحة 2066 دونم بالحمضيات، وغرست مساحة 310 دونمات بالزيتون قرب نبع الفوارة وكانت هناك معصرة للزيتون تعود ملكيتها الى آل العفيفي، بالإضافة إلى بساتين الكرمة و الأشجار المثمرة والخضراوات والفواكة المتنو


حتى اليوم يمكننا مشاهدة بقايا بيت من بيوت آل العفيفي والحديقة التي كانت من أجمل الحدائق  في فلسطين، حيث كان يمر في وسطها قناة مياه نبع الفوارة وعلى جانبي القناة مقاعد من الخشب، وكانت الجنينة مسقوفة بعرائش.
نظرًا لكثرة المياه في القرية شيد فيها وبجوارها، سبع مطاحن على مساقط هذه المياه حيث كان جميع أهالي القرى المجاورة يقصدون قرية النهر حاملين معهم القمح والذرة لطحنها في مطاحن القرية. ومن أهم المطاحن، مطحنة المفشوخ العليا وكانت قريبة من حديقة العفيفي وكانت مُلك محمود مرعي العفيفي، ومطحنة ام حجرين، ومطحنة المطروف وغيرها

كان عدد سكانها سنة 1948 عند التهجير 708 نسمة جميعهم من المسلمين، سكنوا في   162بيتا غالبيتها كانت مبنية من الحجر، كان فيها مدرسة خاصة يعلم فيها ثلاثة مدرسين، وكانوا على أهبة الاستعداد لبناء مدرسة حكومية قبيل التهجير

سقطت النهر يوم  21 أيار سنة 1948 خلال المرحلة الثانية من عملية "بن عامي"، لم يبق من القرية سوى  منزلين مهدمين وبقايا المقبرة

























































Friday, January 12, 2018

خربة الجعتون – وعائلة سرسق

خربة الجعتون ومصيرها

بقلم: سهيل مخول

يمتد تاريخ هذه "القرية" التي أصبحت خربة بعد سنة 1950، الى ما قبل الميلاد وتحديداً منذ القرن العاشر ق.م ، حسب مرسوم واضح ملك صور، في هذا المرسوم، يأمر الملك بناء قرية في هذا الموقع أطلق عليه اسم "جيتا" ، من الجدير ذكره أن هذه المنطقة كانت خاضعة لحكم الفينيقيين، وكان ذلك في فترة حكم الملك سليمان

في الفترة الصليبية تطورت الزراعة في هذا المكان نتيجة اقامة مزرعة دعيت "جسون"  لهدف تزويد القلاع بالمواد الغذائية، بنيت بها قنوات المياه  لري  البساتين، ولطواحين القمح التي كانت تعمل بقوة تيار الماء. كما زرعت انواع الحبوب وغرست بالأشجار المثمرة، في المرج الخصب الموجود بقربها. خضعت هذه المزرعة، للحاكم الذي كان في قلعة الملك في معليا ثم انتقلت للحاكم الذي كان في الزيب.
إزدهر هذا المكان مرة ثانية  في الفترة العثمانية، في القرن الثامن عشر الميلادية في فترة ظاهر العمر حيث تم تجديد المباني وقنوات الماء والطواحين

بعد ظاهر العمر اصبحت السيطرة على المنطقة للوالي العثماني أحمد باشا الجزار ، الذي طور عكا والقرى، كما شجع الاستثمار الخارجي. في هذه الفترة اشترت عائلة سرسق  اللبنانية ، عقارات في بيروت وفي بلادنا بأسعار زهيدة لأنهم اعتقدوا بأن اسعارها سوف ترتفع نتيجة خط سكة القطار للحجاز. واشترت مرج ابن عامر وغيره ومن ضمن العقارات التي اشترتها "مزرعة الجعتون" فقامت بترميم المباني والطواحين وبنت بنايات جديدة. غالبية المباني الباقية حتى اليوم تم بناؤها في عهد عائلة سرسق

 في أوائل فترة الانتداب البريطاني استمرت المزرعة حتى اندلعت الثورة الفلسطينية (1936 – 1939) فاخذت تضعف المزرعة تدريجياً ، وهناك سبب آخر لضعفها بان عائلة سرسق، أوكلت، ادارة المزرعة الى حبيب حوا الذي لم يحسن إدارتها وهو جد سهى عرفات

بما أن موقع الجعتون والمزارع المحيطة به لم يتم بيعها، أعلنت اسرائيل، بأن المكان يعتبر أملاك غائبين، وبعدها أصبحت مهجورة وتم تسليمها في السنوات الأخيرة الى "الكيرن كييمت" . أما مرج ابن عامر فقد باعته عائلة سرسق للوكالة اليهودية في بداية الانتداب البريطاني في السنوات 1921 - 1925

يشار الى أن أول شخص من عائلة  سرسق وصل الى لبنان سنة  1740 وهو جبور سرسق. سكن في البداية في بلدة البربارة شمالي لبنان، ثم استقر في بيروت  مع أفراد اسرته في الحي الذي دعي فيما بعد "حي السراسقة" الموجود في الاشرفية في  بيروت. وقد اقاموا فيها  القصور والمنازل الفخمة، أوصى أحد افراد هذه العائلة بالقصر الذي بني سنة 1912 لبلدية بيروت لكي يصبح متحفاً للفنون. جمعت العائلة ثروتها في القرن التاسع عشر من الزراعة، الصيرفة وثم من الصناعة فملكوا عددا من المصارف والممتلكات في تركيا، مصر وفلسطين هذا بالاضافة لممتلكاتها في سوريا ولبنان

(البقيعة)

الثلاثاء 20/2/2018