قرية النهر المُهجرة – قضاء عكا
سميت قرية النهر لانها كانت بجانب نهر الجعتون، يقع النهر جنوب قرية الكابري المهجرة، وشمال غرب قرية الغابسية المهجرة وقرية الشيخ دنون العامرة، على الطريق بين عكا وترشيحا، وكانت شرق قرية ام الفرج، التي كانت في السهل المقابل لمستشفى
الجليل في نهريا. وكانت الطريق تمر من نهريا عبر أم الفرج ثم الى قرية النهر ثم الى ترشيحا
يعود تاريخ المكان للفترة الكنعانية، ما زالت الحفريات مستمرة بشكل متقطع حتى اليوم. كان في القرية، قهوة بجانب الطريق الرئيسية، ذكرت قرية النهر والقهوة في مرسوم من الفترة العثمانية، سنة 1904 أصدره والي بيروت
وكان في القرية نبعا ماء، وهما ينبوع الفوار (بركة الفوارة) الذي يقع شرق القرية، وهو قريب من شارع كفر ياسيف الكابري، أما النبع الثاني هو نبع المفشوخ او بركة المفشوخ الذي يقع غرب القرية
كانت قرية النهر تملك أكثر من خمسة آلاف دونم صالحة للزراعة، منها غرست مساحة 2066 دونم بالحمضيات، وغرست مساحة 310 دونمات بالزيتون قرب نبع الفوارة وكانت هناك معصرة للزيتون تعود ملكيتها الى آل العفيفي، بالإضافة إلى بساتين الكرمة و الأشجار المثمرة والخضراوات والفواكة المتنو
حتى اليوم يمكننا مشاهدة بقايا بيت من بيوت آل العفيفي والحديقة التي كانت من أجمل الحدائق في فلسطين، حيث كان يمر في وسطها قناة مياه نبع الفوارة وعلى جانبي القناة مقاعد من الخشب، وكانت الجنينة مسقوفة بعرائش.
نظرًا لكثرة المياه في القرية شيد فيها وبجوارها، سبع مطاحن على مساقط هذه المياه حيث كان جميع أهالي القرى المجاورة يقصدون قرية النهر حاملين معهم القمح والذرة لطحنها في مطاحن القرية. ومن أهم المطاحن، مطحنة المفشوخ العليا وكانت قريبة من حديقة العفيفي وكانت مُلك محمود مرعي العفيفي، ومطحنة ام حجرين، ومطحنة المطروف وغيرها
كان عدد سكانها سنة 1948 عند التهجير 708 نسمة جميعهم من المسلمين، سكنوا في 162بيتا غالبيتها كانت مبنية من الحجر، كان فيها مدرسة خاصة يعلم فيها ثلاثة مدرسين، وكانوا على أهبة الاستعداد لبناء مدرسة حكومية قبيل التهجير
سقطت النهر يوم 21 أيار سنة 1948 خلال المرحلة الثانية من عملية "بن عامي"، لم يبق من القرية سوى منزلين مهدمين وبقايا المقبرة
No comments:
Post a Comment