Monday, December 21, 2015

لا حسام، لا غزوة، لا دماء - بقلم سهيل مخول


لا حسام، لا غزوة، لا دماء - بقلم سهيل مخول


 في الميلاد نرنم  كما سبحت الملائكة عند مولد يسوع المسيح قبل أكثر من الفين عام   " المجد لله في الأعالي ، وعلى الارض السلام وبالناس المسرة" جميع الديانات تسبح الله  وتمجده، في هذه الترنيمة أعطيت رسالة السلام للبشرية أجمعين وبدون تمييز، أن يحبوا بعضهم بعضاً ،وهذا كفيل بأن تختفي الكراهية  ويسود السلام.  كتب أمير الشعراء - أحمد شوقي ووصف بأن الرفق ولد بمولد عيسى أي بمولد يسوع المسيح وكذلك الهدى والمروءات والحياء وبمولده لانتهى الانتقام وانتهت الحروب 
 :كما يظهر في الأبيات الشعر التالية
ولد الرفق يوم مولد عيسى          والمروءات والهدى والحياء  
ازدهى الكون بالوليد وضاءت          بسناه من الثرى الأرجاء
وسرت آية المسيح كما يسري        من الفجر في الوجود الضياء    
تملأ الأرض والعوالم نوراً             فالثرى مائج بها وضاء
لا وعيد، لا صولة، لا انتقام          لا حسام، لا غزوة، لا دماء

 وكتب الأديب الكبير جبران خليل جبران في كتابه " رمل وزبد"  عن يسوع الناصري ويسوع النصارة ويصفهما يتحدثان ويقول الأول للثاني بما مفاده بأن يسوع الناصري  هو يسوع المحبة والرفق، يداوي ويشفي المرضى ، يسامح ، غير منتقم، محب للجميع دون تفرقة أما يسوع النصارة  تتستر خلفه عصابات الدول التي تستخدم الرايات الدينية لتحيق مطامع لدولها دون اعتبار للقيم الانسانية التي علمنا اياها يسوع المسيح - يسوع الناصري . وما هو الحال اليوم ، للأسف اننا نفتقر للسلام الداخلي للانسان في بيئته المصغرة والبيئة القريبة وكذلك في العالم، لقد طور الانسان فنون الحرب واسلحته وطرق الفتك بالبشرية وظهرت مجموعات ارهابية لا تعرف معنى الانسانية، حتى في أرض السلام في ألأرض المقدسة، لا يوجد سلام . المفتاح الأول لبقائنا هو محبتنا وتسامحنا مع الأخر وبدون الاستعلاء والكبرياء وبدون نبذ الآخر مهما كان ايمانه وعرقه هناك جماعات  تكفيرية تعتبر كل شخص مغاير لهم " كافر"  والحقيقة هم الكفرة لأن أفعالهم غير انسانية وبدون رحمة . نحن بحاجة أن نكون اقوياء في ايماننا ومحبتنا وبحاجة الى اناس أقوياء يصنعون السلام العادل وانهاء كل المظالم على هذه الأرض ولكي يكون على الأرض السلام وفي الناس المسرة، يجب أن  يتوفر ما يلي   
لا وعيد، لا صولة، لا انتقام          لا حسام، لا غزوة، لا دماء              
   






Thursday, December 10, 2015

ميلاد مجيد واحد وكنيسة مهد واحدة

ميلاد مجيد واحد وكنيسة مهد واحدة 

بقلم : سهيل مخول

















تشهد مدينة بيت لحم وكنيسة المهد، كل سنة ثلاثة احتفالات رسمية للميلاد !!؟ اليس ميلاد واحد
للمخلص يسوع المسيح؟!! لماذا لا يوحدون موعد العيد؟ لقد حان الوقت لأن العالم قد أصبح  كقرية صغيرة.

قبل أكثر من ألفين سنة ولد المخلص يسوع المسيح في مغارة متواضعة في تلك الليلة أنشدت
الملائكة "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة " لوقا 2
كان ميلاد يسوع  في ليلة واحدة، أحتفلت به الكنيسة في القدم مع عيد الغطاس، فكانت تُقيم ذكرى الميلاد فى (5 كانون الثاني) مساءً وتحتفل بالعماد فى صباح اليوم التالى.
استمر ذلك حتى اليوم عند الأرمن الارثوذكس فيعيدون الميلاد والغطاس يوم 19 كانون الثاني. اما الروم الارثوذكس فيعيدون الميلاد يوم 7 كانون الثاني واالغطاس يوم 19 منه  اما من يتبع التقويم الغربي فيعيدون الميلاد يوم 25 كانون الأول والغطاس يوم 6 كانون الثاني - الغطاس هو عيد الظهور الإلهي .
فى عام (380م) كانت القسطنطينية تحتفل بعيـد الميلاد فى (25 كانون الأول)، ونستدل على ذلك من عظة، ألقاها القديس غريغوريوس النزينزى بطريرك القسطنطينية، عن عيد الميلاد فى يوم (25 كانون الأول) وعظة أُخرى عن الموضوع ذاته فى نفس اليوم من العام التالى. وكانت كنائس قيصرية فى آسيا الصغرى، تحتفل هى أيضاً بعيد الميلاد المجيد فى يوم (25 كانون الأول)، ونجد الدليل على ذلك فى العظة التى أُلقيت فى نفس السنة، للقديس غريغوريوس النيسى أسقف نيسُس بتركيا (340- 400م)، وذلك لتأبين القديس باسيليوس الكبير أسقف قيصرية، فنراه يميز بوضوح بين عيد الميلاد وعيد الظهور الإلهى 
ومنذ عام ( 432م) كانت الإسكندرية تحتفل بعيد الميلاد فى (25 كانون الأول)، وقد كان هذا التقليد مجهولاً قبل ذلك الوقت لأن يوحنا كاسيان (360– 450م) يؤكد أن الكنيسة فى مصر كلها، كانت لا تزال فى أيامه تعيّد الميلاد والغطاس معاً .
تقع كنيسة المهد على بعد 200 متر من نبع ماء كان موجوداً هناك٬ وكما يظهر وجود هذا النبع وكان ذلك سبباً للسكن بجواره قبل الميلاد. تعتبر كنيسة المهد من أقدم كنائس فلسطين ومن أقدم كنائس العالم والاهم من هذا أنَّ الطقوس الدينية تقام فيها بانتظام منذ مطلع القرن السادس الميلادي حتّى الآن أي منذ أن شيد الإمبراطور الروماني يوستنيان الكنيسة بشكلها الحالي 
مغارة المهد في بيت لحم 
تقع مغارة المهد تحت هيكل الباسليكا، وللمغارة بابان أحدهما للدخول والآخر للخروج وعبر عدة درجات يهبط الزائرداخلا إلى المغارة و يصعد منها خارجا ، وهما مكونان من الرخام الأبيض المصقول . المغارة نفسها مستطيلة الشكل معتمة يضيئها 48 قنديلا أما جدران المغارة فقد تم تلبيس جزء منها بالرخام وبقي الجزء الآخر وهو من الصخور الطبيعية على ما هو ، ويوجد في المغارة الهيكل و تحته النجمة التي تشير إلى مكان ولادة السيد المسيح ويقابل الهيكل تجويف في الصخر ينزل إليه بثلاث درجات وضع فيه مذود من الرخام الأبيض و امام المذود هيكل آخر كرس باسم المجوس وهو خاص بطائفة اللاتين
لمحة تاريخية عن كنيسة المهد - الباسليكا 
 قبل الميلاد كان لبيت لحم مجد كبير كونها مسقط رأس الملك داود وبها ولد يسوع، عام 7 أو 6 ق.م.
فيما يلي ما جاء في الانجيل المقدس عن الميلاد : وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. وَهَذَا الاِكْتِتَابُ
 الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ . فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ. وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهَذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطاً مُضْجَعاً فِي مِذْوَدٍ. وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ. إنجيل لوقا 2 

سنة 325 ميلادية وبعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين المسيحية والإعلان عن حرية التعبد للديانة المسيحية، طلب القديس مكاريوس بطريرك القدس من الإمبراطور أن يعيد بناء المكان المقدس في بيت لحم .
 وفي سنة 326 م زارت الملكة هيلانة الأراضي المقدسة بغرض مشاهدة الأماكن المهمة في حياة سنة 335 ميلادية بنت القديسة هيلانة بازيليك الميلاد (كنيسة المهد) فوق مغارة الميلاد
 سنة 540 ميلادية ٬ جَمَّل الإمبراطور جوستنيان البناء محسنا المخطّط والبناء بشكل ملحوظ٬ حافظ البناء الجديد على خطوطه الأساسية حتى يومنا هذا
 أما سنة 614 ميلاديه إجتاحت البلاد جيوش الفرس دمرت وخربت وحرقت كل شيء يتعلق بالديانة المسيحية أما بازيليك المهد فلم يمس وبقي عامراً - يقال بفضل رسم للمجوس قائم على جدار الباسليكا
 سنة 638 ميلادية فتح العرب المدينة ولم تتضرر المدينة والكنيسة بفضل تبنى الخليفة عمر سياسة متسامحة كما تجلت في العهدة العمرية.
 سنة 1099 ميلادية ٬ عند اقتراب جيوش الفرنجة من بيت لحم ٬ دمر المسلمون المدينة ولحسن الحظ كانت الباسليكا هي المَعْلم الوحيد الذي نجا من هذا الدمار.
 انتهت أعمال الترميم على الأسلوب البيزنطي في الرسوم والفسيسفاء عام 1169ميلاديه أما الأسلوب الصليبي فواضح في بعض أعمدة الأروقة
 سنة 1187ميلاديه ٬ وبعد بضع سنوات من عودة الحكم العربي ٬ احترم صلاح الدين الباسليكا وأعيد افتتاحها للعبادة
القرن الخامس عشر - قام الآباء الفرنسيسكان ببناء السقف من ألواح خشبية أحضروها من إيطاليا وما زالت موجودة حتى اليوم. 
في سنة 1881م ، شيد الفرنسيسكان اللذين طردوا من الباسليكا كنيسة القديسة كاترينا بجوار كنيسة المهد. 
 يحتفل أللآتين بجميع مراسمهم الدينية في كنيسة القديسة كاترينا، ومنها تنطلق يوميا - باستثناء يوم الأحد - مسيرة تمر عبر الجزء الشمالي للبازيليك وتنزل إلى مغارة الميلاد وفي هذه الكنيسة تقام الصلاة ليلة الميلاد حسب التقويم الغربي (أللآتين) يترأس الاحتفال بطريك أللآتين ، في نهاية القداس الاحتفالي ليلة الميلاد- ، تنطلق مسيرة تمر عبر الباسليكا إلى المغارة حيث ولد مخلص العالم 
داخل المغارة- النجمة التي تشير إلى مكان ولادة السيد المسيح