في الذكرى السنوية
في الذكرى السنوية للمرحوم جريس جبران خوري، الذي أقيم مساء يوم 26.3.22 في قاعة كنيسة القديس يوحنا المعمدان للروم الارثوذكس في حيفا.
*************************
**********************************************
رحلت عنا ولم ترحل ذكراك فهي باقية معنا، هُجرت من البروة طفلاً وبقيت وفياً لها بالفكر والعمل، حرصت على زيارتها مع عائلتك بالرغم من العراقيل التي كانت تواجهكم.
لقد كنت مثالاً للأخلاق الحسنة، عرفتك منذ وصول عائلتكم الكريمة لقرية البقيعة، سكنتم بالقرب من بيت جدي نعيم الخوري وبالقرب من الكنيسة. تعلمت في المدرسة الثانوية في قرية كفر ياسيف، تخرجت وتعينت معلماً ومربياً في قرية كفر سميع ثم يانوح ومنها انتقلت الى يركا وبعد انتقالكم للسكن في حيفا انتقلت لمدرسة دالية الكرمل ثم الى مدارس حيفا، الأخوة والنور والمتنبي وأخيراً في الكلية الأرثوذكسية العربية في حيفا مدرساً للغة العربية التي أحببتها وأتقنتها وكنت مدققاً لغوياً لعدة كتب قبل إصدارها.
استهوتني صورة لك من سنة 2017 تجمعك مع صديقيك في حينها كان عمر صداقتكم 63 سنة، كنتم في نفس الصف في المرحلة الثانوية من تعليمك، كنتم ثلاثة تحملون نفس الأسم وهو جريس خوري وجميعكم مواليد نفس السنة ، كما وتربطكم صلة القربى، وعملتم جمياً بعد تخرجكم لفترة طويلة في سلك التربية والتعليم وكنتم أوفياء لمهنتكم ولطلابكم . كنتم أصدقاء منذ نعوم طفولتكم حتى نهاية العمر وهذا يدل على أصالتكم. إستمرت صداقتكم حتى رحلت عنا في شباط سنة 2021 . وقد رحل عنا صديقك جريس نجيب خوري بعدك بشهرين (نيسان 2021) ، أما جريس الثالث فهو جريس نعيم خوري أطال الله في عمره.
أذكر يوم سيامة أغابيوس عارف يمين كاهناً في سخنين التقيت مع ابو أيمن وهو مدير مدرسة إعددية في سخنين، دار حديث بيننا متنوع وفي سياق الحديث قال لي هل تعرف الرواية عن تدخل مسلمين في قرية البروة بتعين خوري البروة؟ فقلت له أعرفها وسوف أعرفك على ابنه الموجود هنا وهو كذلك يدعى أبو أيمن، تصافحتما ورويت له الحكاية أختصرها بما يلي: "قام مسلموا البروة بتوقيع عريضة يطالبون بها البطريرك عدم تعيين الشخص الذي إختاره البطريرك، بل تعين جبران سليم خوري بدلاً منه، أرسلوها مع وفد عنهم الى البطريرك في القدس. فسألهم البطريرك عن سبب اهتمامهم بالخوري، فقالوا: كيف لا؟! وهو سيصبح خوري البروة، وسيمثلنا جميعاً. فتأثر البطريرك بكلامهم وسيم والدي كاهناً للبروة سنة 1930."
فقدناك حقا يا أبا أيمن وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان، لقد كنت صاحب واجب، شاركت الجميع أفراحهم وأتراحهم، رحلت في فترة عصيبة من جائحة الكورونا فلم يتمكن كل من عرفك المشاركة الفعلية في اداء واجب العزاء.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، ولذويك الصبر والسلوان وطول العمر.
سهيل موسى مخول - البقيعة