الخروب ضد المجاعة العالمية؟
بقلم
: سهيل مخول
المقدمة: بمناسبة يوم الأغذية العالمي الذي عقد يوم
16 تشرين الأول 2015 قال ألأمين العام للأمم المتحدة با كي مون " إن الجوع
أكثر من مجرد نقص الغذاء بل هو ظلم فادح ... وأن الجوع يشل المجتمعات ويهدد
المستقبل" مرفق خارطة تظهر المناطق
التي ينتشر فيها الجوع. مع
حلول عام 2050، تتوقع الأمم المتحدة أن تكون الأرض موطنا لملياري شخص إضافي، ولكي
تستطيع تغذيتنا جميعا، يتعين أن يزداد الإنتاج بنحو 70 %. وهذه مهمة كبيرة، لأن
الأرض التي كان بنو البشر يحرثونها منذ فترة طويلة تواجه ثورة بحد ذاتها. النمو
الزراعي يتأخر خلف النمو السكاني.
هل من
الممكن أن نطور زراعة الخروب كمصد للغذاء وأن يشتهيه الانسان في عصرنا كما اشتهاه
الابن الضال قبل أكثر من الفين عام " وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت
الخنازير تأكله، فلم يعطه أحد" انجيل لوقا 15 .
شجرة الخروب دائمة الخضرة، تنتمي الى العائلة
القرنية، يصل ارتفاعها نحو 15 متراً، هناك أشجار ذكرية وأخرى أنثوية وهي التي تحمل
قرون الخروب (الثمار) وقد يصل طول الثمرة 30 سم وبداخلها بذور صغيرة وصلبة،
متساوية في شكلها وحجمها وكتلتها ، ولذلك استعملت لقياس كتلة الماس والاحجار
الكريمة قبل استعمال الموازين الحديثة، كتلة بذرة واحدة تساوي 0.2 غرام وهذا يساوي قيراط واحد.
شجرة
الخروب تكتفي بالقليل من الماء، تنتشر في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، عرفت
قبل أكثر من 4000 سنة ، لم يذكر الخروب في التوراه ولكنه ذكر في التلمود والانجيل
المقدس وذكر في الكتابات اليونانين القدماء.
تم
نقل الخروب الى المكسيك وامريكا الجنوبية مع المهاجرين الاسبان ونقلها الانجليز
الى الى جنوب افريقيا والهند واستراليا. تعتبر إسبانيا أكثر دولة منتجة للخروب 45
% من الانتاج العالمي ثم تليها ايطاليا في المرتبة الثانية 16% ثم البرتغال 9 % ثم
المغرب، قبرص ، اليونان وتركيا.
فوائد
الخروب: لقد
دأب الانسان منذ قديم الزمان على مضغ الخروب لطعمه الحلو، ويُستخدم دقيقه لتحلية
وتغيير لون المشروبات الساخنة والباردة على حد سواء وبخاصة الحليب. كما يتم خلطه
بدقيق الطحين لصنع الخبز الكعك والكثير من أنواع الحلوى والشيكولاته. ولأنه غني
بالألياف يستخدم كثيرا في أطعمة الفطور. والأهم من هذا أنه يُستخدم كعسل، وهو ما
نطلق عليه في لبنان وفلسطين اسم «رب الخروب» أو «دبس الخروب»، وهو كثيف حلو جدا ذو
لون بني وذهبي داكن وصافٍ. وصناعيا تستخدم حبوب الخروب والخروب بشكل عام كمادة
مكثفة في منتجات الأفران والمخابز وصناعة البوظة، وإنتاج صلصات السلطات والأكل
المختلفة، وصناعة الجبن والسلامي واللحوم والأسماك المعلبة والخردل والكثير من
المنتجات الغذائية التي تكثر على رفوف السوبرماركت. وتشير بعض الأبحاث الأميركية
بهذا الصدد والخاصة بنهاية السبعينات إلى أن صبغ الخروب وخلاصاته كان يُستخدم
لتكثيف وتثبيت وتطعيم أو تحلية الكثير من المنتجات الغذائية الحديثة، ويأتي في صلب
صناعتها، ومن هذه المنتجات: الحلويات الصغيرة والكعك والبسكويت والباستا أو
المعجنات الخاصة بالاسباغيتي وصلصاتها أيضا وبخاصة صلصة اللحم المفروم. كما يدخل
في صلب منتجات الزيوت وخلطاته ومنتجات الألبان والأجبان على جميع أنواعها البيضاء
والصفراء، الطرية الحية أو الناضجة. كما يدخل الخروب في صلب صناعة الشيكولاته
والكريم والزبدة والبوظة والفاكهة المثلجة وجميع أنواع عصير الفاكهة وبدائل البيض
وعدد هائل من المنتجات
تحتوي
ثمار الخروب على مواد سكرية ، مواد زلاليلة ، فيتامينات وأملاح معدنية يمكن
استغلالها غذاء للحيوان والانسان وفي صناعة الحلويات . كما وللخروب فوائد طبية مثل، مضاد للجراثيم، لتحسين
عملية استيعاب الغذاء وتنظيم مستوى الدهنيات في الدم وغيرها.
نتيجة
الفوائد الجمة للخروب وامكانية زيادة المساحات المغروسة بالخروب قد يصبح الخروب بوليصة
تأمين ضد المجاعة في العالم
No comments:
Post a Comment