الميلاد المجيد وكنيسة المهد في بيت لحم
بقلم: سهيل مخول – البقيعة
29.11.2017
الإحتفال بالميلاد بالماضي والحاضر
"
كانَ في تِلكَ النّـاحيةِ رُعاةٌ يَبـيتونَ في البرِّيَّةِ، يتناوَبونَ السَّهَرَ
في اللَّيلِ على رعِيَّتِهِم. فظهَرَ مَلاكُ الرَّبِّ لهُم، وأضاءَ مجَدُ الرَّبِّ
حَولَهُم فَخافوا خَوفًا شَديدًا. فقالَ لهُمُ المَلاكُ: ((لا تَخافوا! ها أنا
أُبَشِّرُكُم بِخَبرٍ عظيمٍ يَفرَحُ لَه جميعُ الشَّعبِ: وُلِدَ لكُمُ اليومَ في
مدينةِ داودَ مُخلِّصٌ هوَ المَسيحُ الرَّبُّ. وإلَيكُم هذِهِ العلامَةَ: تَجِدونَ
طِفلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا في مِذْودٍ)). وظهَرَ معَ المَلاكِ بَغتةً جُمهورٌ
مِنْ جُندِ السَّماءِ، يُسبِّحونَ اللهَ ويقولونَ: ((المَجدُ للهِ في العُلى، وفي
الأرضِ السَّلامُ لِلحائزينَ رِضاهُ)). ولمَّا اَنصَرَفَ المَلائِكةُ عَنهُم إلى
السَّماءِ، قالَ الرُّعاةُ بَعضُهُم لِبَعضٍ: ((تَعالَوا نَذهَبُ إلى بَيتَ لحمَ
لِنرى هذا الحَدَثَ الّذي أخبَرَنا بِه الرَّبُّ)) لوقا 2 : 8-20
تتجه أنظارنا وأنظار كل العالم، إلى
بيت لحم حيث توجد هناك، مغارة الميلاد و كنيسة المهد المبنية فوقها، ثم ننظر إلى سمائها وإلى نجومها التي قادت المجوس من المشرق، إلى
مغارة الميلاد للسجود لمخلص العالم، المولود الجديد. تتجه أنظارنا إلى المكان الذي
سُمِع منه الملائكة تنشد "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس
المسرة" لوقا 2. جميع الديانات تسبح الله وتمجده، أما في هذه الترنيمة، نجد بأن رسالة السلام
والمحبة للبشرية أجمعين وبدون أي تمييز. أعجبني
وصف الميلاد المجيد لأمير الشعراء – أحمد شوقي واصفاً ميلاد سيدنا يسوع المسيح
(عيسى) بما يلي:
"ولد الرفق يوم مولد عيسى والمروءات والهدى والحياء
ازدهى الكون بالوليد وضاءت بسناه من الثرى الأرجاء
وسرت آية المسيح كما يسري من الفجر في الوجود الضياء
تملأ الأرض والعوالم نوراً فالثرى مائج بها وضاء
لا وعيد، لا صولة، لا انتقام لا حسام، لا غزوة، لا دماء"
لهذا الحدث العظيم،أي ميلاد سيدنا يسوع
المسيح، تعتبر مدينة بيت لحم من أهم المدن السياحية العالمية حيث يزورها السياح
للحج طوال العام.
بالرغم من العدد الكبير للطوائف
والمذاهب المسيحية المختلفة (أذكر منها: الكنيسة الكاثوليكية، الكنيسة
الأرثوذكسية الشرقية، الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية، الكنائس البروتستانتية وكل
كنيسة تشمل عشرات الكنائس ) فهي تختلف شكلاً و في تفسير بعض ما جاء في الانجيل
المقدس وما جاء أعمال الرسل، وفي الطقوس الدينية ، ولكن جميعهم يعترفون بكنيسة
واحدة جامعة رسولية،ممكن تشبيه الكنيسة بالبحر الكبير أو بالمحيط الذي تتجمع فية مياه أنهار
كثيرة ومختلفة ولكنها عندما تصل للمحيط تصبح جميع مياهها واحدة ذات خواص متشابهة.
لا يوجد أي فرق عقائدي بين الكنائس المحلية
والقطرية والعالمية فالمسيح واحد وتعاليمه واحدة، تشهد مدينة بيت لحم
وكنيسة المهد، كل سنة ثلاثة احتفالات رسمية للميلاد !!؟ وكل إحتفال يشمل مسيرة
وصلاة منتصف الليل، يشارك في كل إحتفال هيئات دينية وإجتماعية وسياسية.
كانت الأعياد موحدة سابقاً، لماذا لا نعود ونحتفل
سوية بالميلاد المجيد؟ هيا نوحد الاعياد.
أحتفلت القسطنطينية سنة (380م) بعيـد الميلاد فى
(25 كانون الأول)، ونستدل على ذلك من عظة، ألقاها القديس غريغوريوس النزينزى
بطريرك القسطنطينية، عن عيد الميلاد فى يوم (25 كانون الأول) وكذلك كانت كنائس
قيصرية فى آسيا الصغرى، تحتفل هى أيضاً بعيد الميلاد المجيد فى يوم (25 كانون
الأول)، ونجد الدليل على ذلك فى العظة التى أُلقيت فى نفس السنة، للقديس غريغوريوس
النيسى أسقف نيسُس بتركيا (340- 400م)، وذلك لتأبين القديس باسيليوس الكبير أسقف
قيصرية، فنراه يميز بوضوح بين عيد الميلاد وعيد الظهور الإلهى وكذلك كناس الإسكندرية كانت تحتفل بعيد الميلاد فى (25 كانون الأول).
أحتفلت الكنيسة بميلاد المخلص في
القرون الأولى للكنيسة، في الخامس من
كانون الثاني فكانت تُقيم ذكرى الميلاد فى
مساءً ذلك اليوم وتحتفل بعيد
الظهور الإلهي (الغطاس) فى صباح اليوم
التالى. حتى اليوم لأرمن الارثوذكس يعيدون الميلاد والغطاس يوم 19 كانون الثاني.
اما الروم الارثوذكس فيعيدون الميلاد يوم 7 كانون الثاني واالغطاس يوم 19 منه
اما من يتبع التقويم الغربي فيعيدون الميلاد يوم 25 كانون الأول والغطاس يوم
6 كانون الثاني .
لمحة تاريخية عن كنيسة المهد
تقع مغارة الميلاد وكنيسة المهد على
بعد 200 متر من نبع ماء كان موجوداً هناك٬ وكما يظهر وجود هذا النبع وكان
ذلك سبباً للسكن بجواره. تعتبر كنيسة المهد من أقدم كنائس فلسطين ومن أقدم
كنائس العالم والاهم من هذا أنَّ الطقوس الدينية تقام فيها بانتظام منذ مطلع القرن
السادس الميلادي حتّى الآن أي منذ أن شيد الإمبراطور الروماني يوستنيان الكنيسة
بشكلها الحالي.
سنة 325 ميلادية وبعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين المسيحية والإعلان عن حرية التعبد للديانة المسيحية، طلب القديس مكاريوس بطريرك القدس من الإمبراطور أن يعيد بناء المكان المقدس في بيت لحم .
سنة 325 ميلادية وبعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين المسيحية والإعلان عن حرية التعبد للديانة المسيحية، طلب القديس مكاريوس بطريرك القدس من الإمبراطور أن يعيد بناء المكان المقدس في بيت لحم .
وفي سنة 326 م زارت الملكة هيلانة الأراضي
المقدسة بغرض مشاهدة الأماكن المهمة في حياة يسوع المسيح.
اما في سنة 335 ميلادية شيدت كنيسة المهد (البازيليك) فوق مغارة الميلاد،
بأمر من الملكة (القديسة) هيلانة.
سنة 540 ميلادية ٬ جَمَّل الإمبراطور
جوستنيان البناء محسنا المخطّط والبناء بشكل ملحوظ٬ حافظ البناء الجديد على خطوطه
الأساسية حتى يومنا هذا.
سنة 614 ميلاديه إجتاحت البلاد جيوش الفرس دمرت
وخربت وحرقت كل شيء يتعلق بالديانة المسيحية أما بازيليك المهد بقيت عامرة - يقال
بفضل رسم للمجوس قائم على جدار الكنيسة.
سنة 638 ميلادية فتح العرب المدينة ولم تتضرر
المدينة والكنيسة بفضل تبنى الخليفة عمر سياسة متسامحة كما تجلت في العهدة
العمرية.
سنة 1099 ميلادية ٬ عند اقتراب جيوش
الفرنجة من بيت لحم ٬ دمر المسلمون المدينة ولحسن الحظ كانت الباسليكا هي المَعْلم
الوحيد الذي نجا من هذا الدمار.
في القرن الخامس عشر - قام الآباء
الفرنسيسكان ببناء السقف من ألواح خشبية أحضروها من إيطاليا وما زالت موجودة
حتى اليوم.
في سنة 1881م ، شيد الفرنسيسكان اللذين طردوا من الباسليكا كنيسة القديسة كاترينا بجوار كنيسة المهد.
في سنة 1881م ، شيد الفرنسيسكان اللذين طردوا من الباسليكا كنيسة القديسة كاترينا بجوار كنيسة المهد.
تشهد سنة 2017 ترميمات واسعة النطاق
داخل كنيسة المهد وخارجها ، جاء في صحيفة الوطن " ومنذ ثلاثة سنوات
ونصف، تعمل اللجنة على ترميم الكنيسة، حيث تم ترميم السقف المصنوع من الرصاص،
وتبديل نوافذها وتثبيت القصارة الداخلية، وترميم الفسيفساء. ويجري فنيون إيطاليون،
أعمال الترميم على الجدران الخارجية للكنيسة." من المتوقع أن تنتهي أعمال الترميم
سنة 2019