Sunday, November 26, 2017

البصة تصوير سهيل مخول



وهناك من يقول بأن هذا البيت كان لشخص من عائلة الخوري

وهناك من يقول بأن هذا البيت كان لشخص من عائلة الخوري
وهناك من يقول بأن هذا البيت كان لشخص من عائلة الخوري

أو للروم الأرثوذكس
أو للروم الأرثوذكس

مقام "الخضر"  - ليس بعيداً عن الكنيسة

وهناك من يقول بأن هذا البيت كان لشخص من عائلة الخوري













وهناك من يقول بأن هذا البيت كان لشخص من عائلة الخوري






نبذة تاريخية عن البصة-عكا من كتاب لكي لا ننسى لوليد الخالدي
كانت القرية تقع على سفوح تل صخري إلى الشمال من وادي البصة وتواجه الغرب أي نحو الساحل البحر الأبيض المتوسط. وكانت طريق فرعية تربطها بالطريق العام الساحلي بين عكا وبيروت ولعل اسمها مشتق من اللفظة الكنعانية( بصاة)، وتعني المستنقع وكان اسمها بيزيث في الفترة الرومانية وأشار إليها عماد الدين الاصفهاني (توفي سنة 1201) وهو مؤرخ كان مقربا من السلطان صلاح الدين الأيوبي في كتاباته باسم عين البصة . قرية تابعة لناحية تبنين (لواء صفد)، وعدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون والقطن والفاكهة، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل والمراعي وكانت البصة تقع في منطقة مدار نزاع ما بين ظاهر العمر الذي أصبح الحاكم الفعلي لشمال فلسطين لزمن قصير في النصف الثاني من القرن الثامن عشر وبين زعماء جبل عامل . أما خليفة ظاهر العمر، احمد باشا الجزار فقد جعل البصة الناحية. في أواخر السبعينات من القرن التاسع عشر، كانت البصة مبنية بالحجارة ويسكنها 1050 نسمة تقريبا وكانت تقع على طرف سهل وتحيط بها بساتين الزيتون والرمان والتين والتفاح وكانت القرية جزءا من لبنان قبل الحرب العالمية الأولى غير أنها ألحقت بفلسطين بعد الحرب عندما رسمت بريطانيا وفرنسا الحدود بين هذين البلدين.

توسعت البصة خلال الانتداب البريطاني لتشمل تلة مجاورة كانت تعرف بالجبيل وبحلول سنة 1948، كان عدد منازل البصة يفوق 700 منزل وكان كل منزل من المنازل القديمة يشتمل في العادة على غرفة واحدة واسعة، وذات سقف عال. وكان لكل منزل حوش كبير ينشرالغسيل فيه، وحفظ الحيوانات فيه أيضا. كما كان الحوش يشمل غرفا لحفظ الحبوب وعلف الحيوانات، وبئرا تجمع مياه الامطار فيها. وكانت البئر تكفي أصحاب المنزل حاجتهم من المياه وكانت تلك المنازل القديمة مبنية بالحجارة ومتقاربة بعضها من بعض، ويفصل بعضها عن بعض بعض شوارع وأزقة مرصوفة حجارة. أما المنازل الجديدة التي بنيت بعد الحرب العالمية الأولى. فغالبا كانت مكونة من طبقتين. أما الحوش في هذه المنازل الجديدة فكان في الغالب يشتمل على حدائق منزلية فيها أنواع من أشجار الفاكهة والخضروات.
أما سكان هذه القرية وسكان خربة معصوب المجاورة فقد ضمنوا معا في إحصاءات السكان لفترة 1944\ 1945، كان عددهم آنئذ 1590 مسيحيا و1360 مسلما في سنة 1948 كان عدد السكان يقدر بنحو 4000 نسمة لكن من دون تحديد للانتماء الديني. وكانت هذه الزيادة في عدد السكان تعزى إلى فيض من المهاجرين من مناطق أخرى (وجدوا لأنفسهم أعمالا في القواعد العسكرية البريطانية القريبة)، والى انخفاض نسبة الهجرة من القرية.
كانت البصة ثانية كبرى القرى في المنطقة من حيث عدد السكان. وقد أنشئ مجلس فيها سنة 1922، بلغ دخله 121 جنيها فلسطينيا سنة 1929، 1407 جنيهات سنة 1944 أما نفقاته فبلغت نحو نصف دخله السنوي في كلتا السنتين بعيد سنة 1946 بدأت ميزانية المجلس تعاني عجزا بسبب إنشاء شبكة من قنوات المياه التي مدت منازل القرية بمياه الشرب.(وقبل إنشاء هذه الشكبة كان منزل يحصل على مياه الشرب من أبار تتجمع مياه الأمطار فيها خلال الشتاء ومن نبع داخل محيط القرية ومن بئر ارتوازية حفرت في الأربعينات على بعد نحو 1،5 كلم غربي القرية). كما ساعد المجلس القرويين في الشؤون الزراعية كاستئجار النواطير للحقول( وكان الفلاحون يدفعون رواتبهم) واراشاد سكان القرية في شؤون الزراعة وتوقيت مواسم الحصاد لشتى المزروعات.
وكان في القرية مدرسة ابتدائية رسمية للبنين شيدتها الدولة العثمانية في سنة 1882 ومدرسة ثانوية خاصة ومدرسة ابتدائية رسمية للبنات. وانشأ سكان القرية أنفسهم ناديين رياضيين ومسجدين وكنيستين وأضرحة ومقامات عدة بعضها للمسلمين وبعضها للمسيحيين وكان مقامان منها مقدسين لدى الطائفيين معا وكان العمال في البصة أسسوا فرعا محليا لاتحاد العمال الوطني الفلسطيني. وكان هذا الاتحاد يدافع عن مصالح العمال، وقد أسس متاجر تعاوينة في القرية. وكان في البصة ما يزيد على عشرين متجرا تلبي حاجات القرى ولأخرى أيضا كما كان فيها(حسبة) ( سوق مفتوحة للمنتوجات بالجملة والمفرق) قائمة وسط القرية. وكانت ( الحسبه) تقام أيام الآحاد. وكان سكان القرية يعملون أيضا في مهن أخرى كالحرف وصناعة الصابون فضلا عن العمل إجراء في القواعد العسكرية البريطانية، كما اشرنا من قبل.
في أثناء فترة الانتداب كان بعض سكان القرية يعنى بتربية الحيوانات بم فيها البقر. كانت عشر عائلات على الأقل تعتاش من قطعان الماعز والضأن وكانت المزروعات في القرية تسقى من قنوات الري ومياه الأمطار. وكان الري محصورا في العادة بأشجار الفاكهة والخضروات التي كان معظمها مزروعا على بعد نحو 2كلم غربي القرية، في منطقة كانت فيها أيضا منتزهات ومقاه . في أوائل الأربعينات كان في القرية تعاونية للفلاحين تملك الأدوات الزراعية وشاحنة وآلة للحصاد. ومع إن المزروعات الأساسية كانت القمح وغيره من الحبوب فقد كانت الأرض تزرع أيضا خضروات وفاكهة وحبوب المكسرات. في 1944\ 1945 كان ما مجموعه 614 دونما من أراضي البصة وخربة معصوب مخصصا للحمضيات والموز و 10437 دونما للحبوب و 4699 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين.
وقد عثر على أثريات داخل القرية وخارجها. وكان في داخلها بقايا قرية قديمة وأجزاء أرضيات من الفسيفساء وبعض الآبار والقبور المنحوتة في الصخر. كما كشفت دائرة الآثار الفلسطينية سنة 1932 مقبرة مسيحية عثر فيها على نقود وزجاجيات تعود إلى القرن الرابع للميلاد وعلاوة على ذلك كان إلى جوار القرية ما يفوق 18 خربة.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا (إقتباس من كتاب كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي)
استنادا إلى مصدرين اسرائيلين والى تقرير لوكالة يونايتد برس، فان احتلال البصة كان تم في 14 أيار \ مايو 1948 خلال عملية بن عمي ( انظر الغابسة، قضاء عكا). غير أن المؤرخ الفلسطيني عاف العارف يؤرخ سقوطها قبل ذلك بثلاثة أيام، أي في 11\ مايو. وورد في كتاب ( تاريخ الهاغاناه) إن القوات الصهيونية نزلت عند هذه القرية الساحلية بالقوراب فكان هذا النزول ( من زاوية معينة أول عملية لسلاح البحرية) ويضيف الكتاب إن سكان القرية ( قد فروا لدى ظهور القوات اليهودية). غير إن شهود عيان قابلهم المؤرخ الفلسطيني نافذ نزال لاحقا رووا الأحداث بصورة مختلفة. فقد قال هؤلاء إن الكثيرين من النساء والأطفال كانوا رحلوا فبلا خوفا من القتال غير إن بعضهم ظل في مكانه. ويوم الهجوم، اخذ مقاتلو القرية بغتة فتراجعوا نحو الشمال. ويستذكر سكان القرية إن قوات الاحتلال أمرت جميع من تبقى ومعظمهم من الشيوخ بالتجمع في كنيسة القرية وهناك اخذو بعض الشبان (ومن جملتهم امرأة واحدة على الأقل)، وأعدموهم رميا بالرصاص خارج الكنيسة، وأمروا الباقين بان يدفنوهم ولا يذكر المؤرخ الإسرائيلي بين موريس هذه الحادثة، إنما يقول إن معظم سكان القرية كان رحل عنها من قبل، وان معظم الباقين (فر خلال الهجوم) ويضيف أن بعضهم ( أمر، أو نصح له التوجه شمالا إلى لبنان) وان 100 آخرين تقريبا من سكانها ( ومعظمهم من المسنين والمسيحيين) نقلوا إلى قرية المرزعة مع غيرهم من القرويين المهجرين من الجليل واستنادا إلى نزال قتل بعض سكان القرية لاحقا حين حاولوا العودة إلى القرية لاستعادة ما تبقى من ممتلكاتهم. 
القرية اليوم
لم يبق من القرية اليوم سوى اثنين من أبنيتها الكبرى، هما كنيسة الروم الكاثوليك ومزار إسلامي: الكنيسة وهي مبنية بالحجارة غنية بالمعالم المعمارية بما في ذلك نافذة عالية تعلوها قنطرة دائرية الشكل والى جانبها نافذتان اصغر منها تعلوها قنطرتان. أما المنطقة التي تتضمن منبر الوعظ وهي في احد أجزاء البناء فلها شكل نصف دائري ولها أيضا نوافذ عالية ذات قناطر أما برج الجرس فيرتفع عن سقف متدرج مغطى بالقرميد وهذه الكنيسة متداعية الآن من احد جوانبها كما إن حيطانها مشققة.

No comments: