كنائس البشارة في الناصرة تشهد على حضارتنا وتشير إلى استمرارية بقائنا
كتابة وتصوير: ألأستاذ المربي سهيل مخول - البقيعة
هنا في الجليل الشامخ بجباله المزينة بشقائق النعمان وبزنابق الناصرة ‘ المعطرة بعبق النسرين والنرجس‘ جذورنا عميقة كجذور أشجار السنديان والزيتون ‘ أشجار الزعرور والخروب‘ جذورنا هنا منذ أمد بعيد.
كتب أحدهم لي أحد الأصدقاء " أتمنى لك رحلة ممتعه وموفقة وعودة وشيكه سالمه إلى ارض الوطن حيث الناس الطيبين......" أقول صدق ذلك الرجل الحكيم بالفعل هنا الناس طيبون وها نحن باقون. نحن هنا منذ أن تمت البشارة كما جاء في إنجيل لوقا ١، ٢٦ :
"أرسل الله الملاك جبرائيل إلى مدينة في الجليل اسمها الناصرة ليبشر مريم بالحبل بيسوع."
كنائس البشارة في الناصرة تشهد على حضارتنا وتشير إلى استمرارية بقائنا – وجود الكنائس والكنائس الشرقية بشك خاص‘ حافظ على تراثنا وعلى عاداتنا العربية والمسيحية الأصلية والأصيلة.
في الناصرة توجد كنائس كثيرة‘ فيما يلي نبذه قصيرة عن كنائس البشارة:
كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس:
في مطلع القرن الثامن عشرا كانت الناصرة قرية صغيرة‘ وكان الروم الأرثوذكس يقيمون العبادة في خرائب ما تبقى من الكنيسة الواقعة بالقرب من عين العذراء في المكان الموجودة فيه الكنيسة الحالية.
شرع ببناء الكنيسة الحالية سنة 1750 م وانهي بنائها سنة 1762 م.
في الكنيسة يوجد حامل إيقونات جميل جداً‘ صنعه رجل يوناني من مدينة ماليتوس في اليونان وأنهى صنعه وتركيبه في الكنيسة سنة 1766 م . صنعه من الخشب الثمين والمزخرف والفريد من نوعه. في الكنيسة يوجد نبع ماء وبئر ماء.
كنيسة البشارة للروم الملكيين الكاثوليك:
انشق الخوري جبرائيل عبد المسيح مع فئة من أتباعه من طائفة الروم الأرثوذكس سنة 1740 م وأصبح كاثوليكياً وسانده رهبان الفرنسيسكان. بعد مده عاد الكاهن جبرائيل إلى مذهبه الأول بقي بعد ذلك 220 شخص كاثوليكياً ورسم لهم كان آخر يدعى عيسى العياش وأقاموا العبادة في المجمع بعد ترميمه. سنة 1887 م تم بناء كنيسة البشارة للروم الملكيين الكاثوليك بجانب المجمع وهي كنيسة البشارة الحالية.
كنيسة البشارة للكاثوليك (كنيسة الآتين):
سنة 1187 م انتصر صلاح الدين على الصليبيين ودمر كنيستهم.
سنة 1620 م وهب فخر الدين المكان للفرنسيسكان وفي سنة 1730 م تم بناء الكنيسة الفرنسيسكانية كتب على هيكل الكنيسة " هنا الكلمة صار جسداً " هيكل الكنيسة موجود فوق المغارة وفي سنة 1877 م تم توسيع مبنى الكنيسة.
سنة 1959 م هدمت الكنيسة السابقة وبني مكانها أكبر كنيسة في الشرق الأوسط وهي الكنيسة الحالية كما تظهر في الصور التالية.
استمر بناء هذه الكنيسة من سنة 1960 حتى سنة 1969 م على أنقاض مغر محفورة بالصخر يعود تاريخها إلى العصر الحديدي ثم على أنقاض كنائس قديمة من الفترة البيزنطية وبعدها من الفترة الصليبية.
الكنيسة مبنية من الأسمنت المسلح وغطيت من الخارج بالحجارة. الكنيسة عبارة عن كنيستين إحداهما فوق الأخرى. الكنيسة السفلية على شكل مغارة تمثل مسكن العائلة المقدسة والكنيسة العلوية مكرسة لتكريم مريم العذراء أم الله المتجسد .
في الكنيسة إيقونات ورسومات من دول كثيرة.
No comments:
Post a Comment